تظاهر مئات الإسرائيليين في مدينة القدس المحتلة، السبت 22 مايو/أيار 2021؛ للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك للمرة الأولى منذ العدوان "الدموي" على قطاع غزة المُحاصر.
حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، إن "قرابة 1000 شخص تظاهروا في شارع بلفور، القريب من مقر إقامة نتنياهو؛ للمطالبة باستقالته"، لافتة إلى أن المتظاهرين اتهموه بأنه "لا يجلب الأمن للإسرائيليين"، وأنه "جر إسرائيل إلى عملية في قطاع غزة، لأسباب شخصية"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
فيما نقلت "يديعوت أحرونوت" أن المتظاهرين رأوا أن "سبب العملية ضد قطاع غزة؛ هو رغبة نتنياهو في إحباط تشكيل حكومة ائتلاف بمشاركة كل من يائير لبيد (زعيم حزب هناك مستقبل) ونفتالي بينيت (زعيم حزب اليمين الجديد)".
رحيل نتنياهو
في هذا الإطار، ذكرت إحدى المتظاهرات للصحيفة: "حان الوقت لمغادرة نتنياهو، لا يكفي أن يجرنا إلى انتخابات غير ضرورية، إنه يجرنا أيضاً إلى الحروب".
يشار إلى أنه في 4 مايو/أيار الجاري، أخفق نتنياهو في تشكيل حكومة تحظى بثقة الكنيست (البرلمان)، وعلى أثر ذلك كلف الرئيس الإسرائيلي زعيمَ حزب "هناك مستقبل" الوسطي، يائير لابيد، بتشكيل حكومة في غضون 28 يوماً.
أما في حال فشل لابيد في تشكيل حكومة، فعلى الرئيس الإسرائيلي إعادة التكليف إلى الكنيست، ليختار من بين أعضائه من يستطيع تشكيل حكومة تحظى بثقة الأعضاء، أو يتوجه إلى انتخابات جديدة خامسة، وهو الخيار الأرجح، وفق مراقبين.
جدير بالذكر أنه منذ أبريل/نيسان 2019، شهدت إسرائيل 4 عمليات انتخابية، نتيجة تعذر حصول المكلفين بتشكيل الحكومة على نيل الثقة المطلوبة من الكنيست (61 نائباً).
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.