قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد 23 مايو/أيار 2021، إن بلاده ستواصل محادثات فيينا حتى التوصل إلى اتفاق نهائي حيال برنامجها النووي مع الغرب، وذلك مع اقتراب جولة المحادثات الخامسة من المفاوضات التي بدأت منذ أبريل/نيسان الماضي.
فيما أوضح روحاني، في كلمة بالعاصمة طهران، أن بلاده تجاوزت العقوبات الأمريكية من خلال الاستثمارات في القطاع الصناعي، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية أكدت صراحة استعدادها لرفع العقوبات عن طهران في إطار المفاوضات المستمرة في العاصمة النمساوية فيينا.
كانت محادثات فيينا قد انطلقت مؤخراً لإحياء "الاتفاق النووي" بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، وتهدف لإعادة واشنطن إلى الاتفاق وتمهيد الطريق لتراجع طهران عن تملصها من القيود التي فرضت عليها بموجبه.
صور المواقع النووية
في وقت سابق من يوم الأحد، أبلغ رئيس البرلمان الإيراني التلفزيون الرسمي بأن اتفاقاً للمراقبة النووية مدته ثلاثة أشهر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية انتهى اعتباراً من السبت 22 مايو/أيار 2021، مضيفاً أن الوكالة لن تتمكن بعد الآن من الحصول على صور المواقع النووية.
من المقرر أن يعقد رئيس الوكالة الدولية، رافائيل جروسي، مؤتمراً صحفياً خلال ساعات. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن جروسي يجري محادثات مع إيران بشأن تمديد ترتيبات المراقبة التي قد تؤثر على المحادثات التي تجريها مع ست قوى عالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
إذ نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن محمد باقر قاليباف قوله: "اعتباراً من 22 مايو/أيار وبانتهاء الاتفاق الذي امتد لثلاثة أشهر، لن تتمكن الوكالة من الاطلاع على البيانات التي تجمعها الكاميرات داخل المنشآت النووية كما كان يحدث بموجب الاتفاق".
غير أن التلفزيون الإيراني نقل عن مسؤول لم يذكر اسمه القول إن الاتفاق بين الوكالة وطهران قد يُمدد شهراً "بشروط".
كما نقل التلفزيون عن عضو بمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران قوله: "إذا مُدد لشهر وإذا قبلت القوى الكبرى خلال هذه المدة.. مطالب إيران المشروعة، فحينها ستُسلم البيانات للوكالة وإلا فستُحذف الصور للأبد".
في حين حذر دبلوماسيون غربيون من أن عدم تمديد الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية قد يؤثر بشدة على جهود إنقاذ اتفاق 2015 النووي، الذي يهدف لحرمان إيران من القدرات التي تمكنها من صنع أسلحة نووية، والتي تقول طهران إنها لم ترد مطلقاً صنعها.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت في وقت سابق إنها تجري محادثات مع طهران بشأن سبل المضي قدماً في اتفاق المراقبة.
"امتثال إيران للشروط النووية"
في المقابل، ذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد، أن الولايات المتحدة لم تر بعد أي مؤشر على أن إيران ستفعل ما ينبغي لها فعله من أجل التقيد بالالتزامات النووية في سبيل رفع العقوبات المفروضة عليها، مشيراً إلى أن المحادثات ساعدت في توضيح ما يتعين على الجانبين القيام به للمضي قدماً.
حيث قال بلينكن، في تصريحات لقناة (إيه.بي.سي نيوز): "أعتقد أن إيران تعرف ما ينبغي لها فعله كي تعاود الامتثال (للالتزامات) النووية، ولم نر حتى الآن ما إذا كانت إيران مستعدة وراغبة في اتخاذ قرار بفعل ما يتعين عليها فعله. هذا هو الاختبار ولم نر الإجابة بعد"، مؤكداً أن "أول شيء يتعين القيام به هو محاولة تسوية المشكلة النووية".
يشار إلى أن روحاني أعلن خلال الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات التجارية، في حين أدلى مسؤول إيراني كبير بتصريحات مناقضة لذلك. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن قضايا صعبة للغاية لا تزال قائمة.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي عاود فرض عقوبات على قطاعات النفط والبنوك والشحن في إيران.
بينما يقول الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي خلف ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، إنه يعتقد بأن إيران تشارك بجدية في المحادثات، غير أنه ما زال من غير الواضح ما هي الخطوات التي ستتخذها طهران بالفعل للامتثال للاتفاق، الذي أُبرم عندما كان بايدن نائباً للرئيس السابق باراك أوباما.