خرج الآلاف من سكان قطاع غزة، في أول دقيقة بعد الساعة الثانية من صباح الجمعة 21 مايو/أيار 2021، احتفالاً ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، كما كبَّرت المآذن تكبيرات العيد احتفالاً بـ"قهر العدوان الإسرائيلي".
فما إن دقت الساعة الثانية حتى خرج الناس مباشرة إلى الشوارع، وانطلقت العديد من المسيرات في مناطق عديدة من القطاع، بعد 11 يوماً من القصف المتواصل على المنازل والمدنيين بالمدينة والذي أودى بحياة مئات من المدنيين، أغلبهم أطفال ونساء.
وخرجت كذلك عشرات السيارات تجوب الشوارع في القطاع، محتفلةً بشعارات وطنية ممجدة للمقاومة.
كما ظلت مآذن المساجد تردد تكبيرات العيد لدقائق عديدة، بعد أن حرمت منها خلال القصف الإسرائيلي على القطاع.
الاحتفالات والمسيرات لم تقتصر فقط على قطاع غزة، بل خرج أيضاً مئات من الفلسطينيين في أبرز شوارع مدينة رام الله، مرددين شعارات ممجدة للمقاومة، ولوَّنوا سماء المدينة المحتلة بالألعاب النارية.
وشهدت مدينة الخليل بدورها مسيرات مماثلة.
بينما في الجهة المقابلة، سكن الظلام والهدوء مدن الاحتلال، كما نقلت ذلك القنوات التلفزيونية.
يُذكر أنه عند الساعة الثانية من فجر الجمعة بالتوقيت المحلي (الخميس 23:00 ت.غ)، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
إذ أعلنت وكالة الأنباء الرسمية بمصر، مساء الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية، ابتداءً من فجر الجمعة.
وقالت الوكالة، إنه جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "متبادل ومتزامن"، يدخل حيز التنفيذ الجمعة عند الساعة الـ02:00 فجراً بتوقيت فلسطين.
وأردفت: "ستقوم القاهرة بإيفاد وفدين أمنيَّين إلى تل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة".
وكانت الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس قد أعلنتا قبول وقف إطلاق النار.
والخميس 20 مايو/أيار 2021، دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، وضمنها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان، أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر بمدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.