مثَل ضابط ألماني شاب أمام المحكمة الخميس 20 مايو/أيار 2021، متهماً بالتخطيط لهجوم على سياسي واحد أو أكثر منتحلاً صفة سوري يطلب اللجوء في محاولة لإثارة الغضب الشعبي ضد المهاجرين.
إذ اتُّهم الرجل، الذي أشارت إليه أوراق الدعوى فقط باسم فرانكو إيه.، في القضية التي هزت الحكومة في برلين، بحيازة بطاقة هوية مزورة في 2017 والتخطيط لهجوم كان يأمل أن تلقى المسؤولية فيه على اللاجئين والمهاجرين.
يقول الادعاء إن ضابط ألماني سرق ذخيرة من الجيش الألماني، وإن وزير العدل السابق وزير الخارجية الحالي هايكو ماس وكلاوديا روت نائبة رئيس البرلمان كانا هدفين محتملين للهجوم المزمع.
ضابط ألماني ببطاقة لاجئ سوري
بينما أظهرت التحقيقات أنه اعتقل في فيينا في فبراير/شباط 2017 وهو يحاول استعادة مسدس محشو كان قد خبأه في دورة مياه بالمطار بعد حفل للضباط.
في 2016 تقدم ضابط ألماني يدعى فرانكو إيه. بطلب لجوء ببطاقة هوية لسوري يدعى ديفيد بنيامين ونجح في خداع السلطات لمنحه إقامة مؤقتة في ألمانيا وفقاً للتحقيقات.
بينما قالت أورسولا فون دير ليين وزيرة الدفاع الألمانية في ذلك الوقت والتي تشغل حالياً منصب رئيسة المفوضية الأوروبية "كان من الممكن وقوع هجوم". وأضافت "كنا سنجد سلاحاً في الموقع وعليه بصمات وكنا سندخل البصمات في الجهاز فتخرج النتيجة أنها للاجئ سوري".
فيما أظهرت التحقيقات أن فرانكو إيه. ظهر أمام سلطات الهجرة باعتباره لاجئاً مضطهداً يتحدث الفرنسية ولا يعرف الألمانية. وسافر من موقع خدمته في إكيرتش في فرنسا لحضور جلسة للاجئين تواصل فيها عبر مترجم.
بعد اعتقاله عثر على صلبان معقوفة وتذكارات من أوقات الحرب والرايخ الثالث في القاعدة في إكيرتش مما أثار حملة بحث في كل ثكنات الجيش الألماني عن تذكارات من العهد النازي.
الضابط يروي تفاصيل قصته
خلال شهر مارس/آذار الماضي، نشرت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، مقابلة مع أول جندي من الجيش الألماني يُحاكم بتهمة الإرهاب السياسي، والذي كان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية ضد أوروبيين في النمسا بصفته لاجئاً سورياً.
الضابط الألماني فرانكو ألبريشت روى للصحيفة الفرنسية قصته المضطربة، منذ أن طرق ذات مساء مخيماً للاجئين على مرمى حجر من منزله، وقدم نفسه للحارس الأمني على أنه طالب لجوء.
في المقابلة التي أجراها معه بيير أفريل، قال ألبريشت إنه اقترب من مدخل المخيم بعد أن لوّن لحيته بالأسود وغيّر لون وجهه بمستحضرات من مكياج والدته، وقدم نفسه للحارس على أنه لاجئ سوري من دمشق، تائه في ليل أوفنباخ ويطلب اللجوء.
أوضح الضابط السابق، أن القصد من فعلته كان إظهار مدى سهولة خداع خدمات الهجرة الفاشلة والحصول على وثائق مزورة في ألمانيا السخية تحت قيادة المستشارة أنجيلا ميركل، في وقت استقبلت فيه أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين والأفغان، حيث قال: "أردت أن أتحقق شخصياً من مدى استغلال السلطات الألمانية لمفهوم اللجوء على حساب الأمن".
يقول ألبريشت إنه حينما قدم نفسه لحارس المخيم على أن اسمه بنيامين ديفيد، نصحه الحارس بتسليم نفسه للشرطة، وبالفعل أخذته دورية إلى مركز الشرطة.
هناك رأى خريطة أوحت إليه بفكرة انتحال شخصية لاجئ سوري من بلدة تل العسل يتكلم إنجليزية مكسرة، وقد درس الفرنسية ولم يدرس العربية، وقد ساعدته الشرطة بعد أخذ بصماته على شراء تذكرة ركوب الحافلة، ليبدأ حياة مزدوجة ستستمر 16 شهراً.