شهدت 25 مدينة في الدنمارك، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، احتجاجات عارمة ضد قرار الحكومة إلغاء تصاريح الإقامة لطالبي اللجوء السوريين وترحيلهم إلى بلادهم، إذ عمت الاحتجاجات العاصمة كوبنهاغن و25 مدينة أخرى، بينها مدن كبرى.
محمد العطا (18 عاماً)، أحد السوريين الذين ألغت الحكومة الدنماركية إقامته، خاطب آلاف المحتجين المتجمعين في ميدان البلدية بالعاصمة كوبنهاغن، وانتقد قرار الحكومة الدنماركية التي رفضت تجديد إقامته وإقامة أسرته، وأضاف أن الترحيل القسري إلى سوريا سيمزقهم.
قرار الدنمارك ترحيل السوريين
السلطات الدنماركية قررت، أبريل/نيسان الماضي، عدم تجديد تراخيص الإقامة لطالبي اللجوء السوريين، ومطالبتهم بالعودة إلى مناطق "أصبحت آمنة" في بلادهم.
وقوبل قرار الحكومة الدنماركية باعتراضات واحتجاجات واسعة من قِبل السوريين ومنظمات المجتمع المدني، سواء على أراضيها أو في بلدان أخرى.
كما رفضت الدنمارك تجديد تصاريح الإقامة المؤقتة لأكثر من 189 سوريّاً تقدموا بطلبات التجديد منذ الصيف الماضي، وهي خطوة برَّرتها السلطات الدنماركية بالاستناد إلى تقرير تقول إنه وجد أن الوضع الأمني في بعض أجزاء سوريا قد "تحسَّن على نحو ملحوظ"، وبناء على ذلك، أعادت الدنمارك تقييم حالة نحو 500 شخص من دمشق والمناطق المحيطة بها.
فيما ألغت السلطات حتى الآن أكثر من 205 إقامات، ما جعل الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء، رغم أن معظم مناطق سوريا تصنف على أنها غير آمنة من قِبل الأمم المتحدة.
وتجاوز في العام الماضي عدد اللاجئين الذين غادروا الدنمارك عدد الوافدين، وتحدث رئيس الوزراء ميتي فريدريكسن، في تصريحات أقلقت المنظمات الإنسانية بشأن تشديد اللجوء إلى البلاد، حيث قال إن الهدف هو عدم وجود أي طالب لجوء في الدنمارك.
رغم تزايُد ضغوط المشرعين ومنظمات المجتمع المدني، فإن الدنمارك قالت إنها تعتزم المضي قدماً في مساعي إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حيث ترى أن الأوضاع تحسنت في أجزاء من البلاد.
إذ قال وزير الهجرة ماتياس تسفاي، لوكالة رويترز، إن "كانت الدنمارك صريحةً وصادقةً، منذ اليوم الأول أوضحنا للاجئين السوريين أن تصاريح إقامتهم مؤقتة، ويمكن إلغاء التصاريح إذا لم تعد هناك حاجة للحماية"، تسفاي أضاف: "عندما تتحسن الظروف في بلادهم يجب أن يعود اللاجئون السابقون لوطنهم، ويعيدوا بناء حياتهم هناك".
فيما عبّرت كبيرة مسؤولي الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة، اليوم، عن قلقها إزاء هذا النهج، بعد أن قررت الدنمارك، في العام الماضي، مراجعة المئات من تصاريح الإقامة لطالبي اللجوء السوريين.