استنكر الفنان الفلسطيني، محمد عساف، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، تصريحات المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، والناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، والتي حمّلوا فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المسؤولية عما يجري في قطاع غزة، حسب زعمهم.
حيث قال عساف، في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر": "أنا ابن غزة. كبرت على إجرامهم (الإسرائيليين)، ورأيت كذبهم بعيني، بس زمن الكذب ولَّى وراح. العالم بيشوف (يرى) كذبهم وجرائمهم مباشرة على الشاشات"، مضيفاً: "في مقولة بتقول المنحطون في حاجة إلى الكذب، إنه أحد شروط بقائهم".
كان عساف قد كتب تغريدة على "تويتر"، يوم الإثنين 17 مايو/أيار الجاري، جاء فيها: "يا الله.. يستمر العدوان على كل مناحي الحياة بدون تمييز، اليوم دمر هذا المحتل مؤسسة مشارق مكان عملي الذي عملت به سنين والذكريات الجميلة قبل ما أكون عساف اليوم.. الاحتلال وإن دمر الحجر، راح تظل ذاكرتنا حاضرة وقوية وراح نبني كل شيء.. رحم الله الشهداء".
هذه التغريدة التي تفاعل معها آلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت جندلمان يرد عليها، قائلاً: "يا محمد، كابن قطاع غزة أنت تعرف جيداً ممارسات حماس القمعية بحق الغزيين، ولو لم تطلق حماس صواريخ على القدس وآلاف الصواريخ على مدننا لما صار في غزة أي شيء"، مدعياً أن "حماس تتحمل وحدها المسؤولية عن الدمار الذي لحق بغزة، لأنها بادرت إلى الحرب غصباً عن رغبة السكان بالهدوء. البادئ أظلم"، حسب زعمه.
كما رد أدرعي على تغريدة عساف مدعياً: "تتحدث عن العدوان، وقد صدقت، إنه عدوان حماس التي جعلت من ممتلكاتكم وأبواب رزق مقرات لمصالحها وإرهابها، فأنت ابن غزة وخير شاهد على ما يوجد في غزة وستحدثكم ذاكرتكم يوماً ما جنت عليكم حماس وأنتم لم تجنوا على أحد"، وفق مزاعمه.
فيما رأى مراقبون أن ردود هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين على الفنان الفلسطيني تظهر مدى تأثير الحملة الإلكترونية ضد العدوان العسكري على قطاع غزة، والتي شارك فيها نجوم وفنانون عالميون، والذين عبّروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، مستخدمين حساباتهم التي يتابعها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.
غارات جوية إسرائيلية على غزة
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضي زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.
في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.
على إثر ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 213 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة، و16 مسناً، و1442 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
واستجابة لدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية، شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء، إضراباً شاملاً، تتخلله في الضفة الغربية مسيرات شعبية ومواجهات مع قوات الاحتلال في نقاط التماس.
فيما استشهد 27 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، وأصيب نحو 4 آلاف خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 12 إسرائيلياً – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما قامت بضم مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.