قال قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال إليعازر توليدانو، يوم الأحد 16 مايو/أيار، إن قادة حركة حماس وجناحها العسكري، محمد الضيف ويحيى السنوار، هدف موضوع للضربات الإسرائيلية، ما يفسر أن إسرائيل تبحث عن تحقيق إنجاز كبير في هذا العدوان على قطاع غزة، وهو ما يبرر تمديدها بشكل يومي للعمليات ورفضها لأي ضغوط دولية تدعوها للتهدئة.
وتحاول الحكومة الإسرائيلية، على مدار 7 أيام من القصف المتواصل على قطاع غزة، الوصول إلى قيادات المقاومة، فقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي عشرات المنازل التي تعود لقادة وعناصر في المقاومة، كما تمكن من اغتيال عدد منهم، بينما يحاول الوصول لآخرين، عبر استهداف كل ما هو متاح أمامه ويمكن أن يمت لهم بصلة.
لماذا محمد الضيف بالتحديد؟
جاءت تصريحات توليدانو في أثناء المقابلة التي أجراها مع Channel 12 العبرية، وأشار فيها إلى أن محمد الضيف، القائد العام للجناح العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، ويحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة "كانا ولا يزالان هدفاً لإسرائيل".
يعتبر الاحتلال محمد الضيف، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤولاً مسؤولية شخصية عن تنظيم عديدٍ من التفجيرات والعمليات الاستشهادية التي شنتها الحركة منذ منتصف التسعينيات، والتي قُتل على إثرها عشرات إن لم يكن مئات من الإسرائيليين، ومن ثم فهو منذ زمن طويل على رأس قائمة المطلوبين لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
بالتالي فإن محمد الضيف بالنسبة لقوات الاحتلال هو رأس الهرم في هذه المعركة، وفي حال تمكن من الوصول إليه، فإن هذا يعتبر إنجازاً كبيراً له، وانتصاراً ونجاحاً له في عدوانه على القطاع، خاصة أن الضيف هو من أطلق شخصياً تحذيره الأخير للاحتلال الإسرائيلي بعد اعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وهو الأمر الذي لم يستجب له الاحتلال، ما دفع الضيف لتنفيذ تهديده، وقام بقصف مدينة القدس، مشعلاً المواجهة مع القطاع.
يعتقد الاحتلال أن الضيف أصيب في عدة محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، بحسب صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية، فيما قُتلت إحدى زوجاته واثنان من أطفاله في محاولة إسرائيلية لاغتياله خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2014.
السنوار شخصية مهمة ولها وزنها
أما السنوار، فهو المسؤول الثاني في التسلسل الهرمي للحركة بعد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. وقد أمضى عقوداً في السجون الإسرائيلية بعد اتهامه عام 1989 باختطاف وقتل جنديين إسرائيليين.
يحيى السنوار معروف لدى المحققين الإسرائيليين بما يقولون إنه دوره البارز في استهداف الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد أُطلق سراحه من السجن، ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"صفقة وفاء الأحرار" 2011 بين الاحتلال وحركة حماس.
ورغم الفشل الذي كابدته القوات الإسرائيلية، وتحدثت عنه مصادر عدة، فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، قال توليدانو إن "جولة القتال الحالية مختلفة لأن لديهم معلومات استخباراتية جيدة جداً مقرونة بأساليب هجوم فعالة من الجو والبر".
كما زعم توليدانو أن قوات الاحتلال تصدت لأفراد من المقاومة حاولوا التسلل إلى إسرائيل، وقتلتهم داخل الأنفاق، فيما يُعرف بخطة "مترو" التي تحدثت صحيفة The New York Times الأمريكية عن تعمِّد قوات الاحتلال خلالها تقديمَ إحاطةٍ مضللة للصحف العالمية بهدف خداع حماس، غير أن مصادر عدة تحدثت بعد ذلك عن فشل الخطة، وسط تراجع لثقة الإسرائيليين ببيانات جيش الاحتلال واتهامه بالفبركة.
وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 42 مدنياً فلسطينياً فجر يوم الأحد فقط، وأسقطت غارات أخرى عدة مبان مدنية متعددة الطوابق، منها مبنى يضم عدداً من وكالات الأنباء العالمية.