قال الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، إنه شرع في خطة واسعة النطاق لمهاجمة أهداف في حي الرمال بغزة، فيما دمّرت الطائرات الإسرائيلية بناء جديداً في الحي وحولته إلى أكوام من الركام، في استمرار للعدوان الذي يدخل أسبوعه الثاني.
المتحدث باسم جيش الاحتلال، العميد هيدي زيلبرمان، قال إن "الجيش سيواصل قصف أهداف عسكرية تابعة لحركة حماس في حي الرمال، بعدما بدأ الليلة الماضية مهاجمة أهداف في ذات الحي"، الذي وصفه بأنه "مركز عصب حماس"، على حد زعمه.
يأتي ذلك، بعدما دمّر الجيش الإسرائيلي العديد من البنايات بشكل كامل في حي الرمال، ومساء أمس الإثنين استشهد فلسطينيان وجُرح عدد آخر نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي بنايتين سكنيتين في الحي.
وكالة الأناضول قالت إن الجيش الإسرائيلي قصف بصاروخ أطلق بدون سابق إنذار الطوابق العلوية لبناية "غازي الشوا" في حي الرمال، ما أسفر عن استشهاد اثنين، أحدهما طفلة، وجرح 10 آخرين.
من جانبهم، قال شهود إن عائلة أبو داير كانت تتناول طعام الغداء، في ساحة تقع داخل منزلهم، حينما انهارت عليهم أنقاض الشقق السكنية التي قصفها الجيش الإسرائيلي.
ويزعم جيش الاحتلال أن فصائل المقاومة تستخدم مناطق المدنيين في غزة لتوجيه ضرباتها الصاروخية ضد المدن المحتلة.
وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت قد نشرت فيديو عرضت فيه لقطات لمنصة صواريخ في منطقة سكنية، مشيرةً إلى أن فصائل المقاومة وضعتها بين المدنيين، لكن المكان الذي ظهرت فيه المنصة كان في بلدة أبوسنان شمال غرب الأراضي المحتلة وليس بغزة، وفقاً لما تحقق منه "عربي بوست".
استهداف المدنيين
وفي أحدث استهداف لحي الرمال، قصفت الطائرات الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، بناية "كحِيل" ودمرت شققها السكنية بشكل كامل، ويُطل البناء على شارع "جمال عبدالناصر".
يتألف البناء من 6 طوابق، وكان يقع بالقرب من مجموعة مدارس تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، والجامعة الإسلامية. ولم يبلغ عن وقوع إصابات، جراء القصف.
كذلك قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتتالٍ عشرات الأهداف في مناطق جبل الريس، وبيت لاهيا، والتوام والكرامة، والشيخ زايد شمالي القطاع، كما طال القصف منطقتي المقّوسي والكتيبة شمال وغرب مدينة غزة.
استهدفت الغارات الإسرائيلية، بحسب شهود عيان، مواقع للمقاومة، وشوارع وبنى تحتية، وخلّفت دماراً كبيراً فيها، في حين قصفت الطائرات الحربية بصاروخ واحد على الأقل شقة سكنية في منزل متعدد الطوابق بحي النصر بغزة، دون الإبلاغ عن إصابات.
يُذكر أنه منذ أيام دأب الجيش الإسرائيلي، كل ليلة، على شنّ سلسلة غارات عنيفة ومتتالية، دون سابق إنذار، على أهداف في مناطق عدة بقطاع غزة.
تتسبب تلك الغارات بحالة هلع بين السكان، بفعل الأصوات الشديدة التي تنتج عنها، والدمار الواسع الذي تخلّفه، علاوة عن أنها خلفت مجازر بحق عائلات كاملة.
كان آخر هذه المجازر، فجر الأحد الماضي، حيث استشهد 43 فلسطينياً، بينهم 10 أطفال و16 سيدة، بعد تدمير عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة، بحي الرمال غربي مدينة غزة.
وأمس الإثنين ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/أيار الجاري، إلى 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
فيما بلغ عدد ضحايا الضفة الغربية، منذ 7 مايو/أيار الجاري، 22 شهيداً ومئات الجرحى، وفق وزارة الصحة.
بينما قُتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.
يُذكر أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تفجرت، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.