تترك الغارات التي تنفذها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في غزة دماراً كبيراً وحزناً والكثير من المشاهد المأساوية جراء استهداف المدنيين المختبئين في شققهم السكنية، فيما تتزايد مشاعر الغضب من العدوان الإسرائيلي على القطاع المُحاصر.
صحيفة The Washington Post الأمريكية قالت، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، إن من بين المشاهد المأساوية المروعة برز واحدٌ تحديداً، بعدما انتشل عمال الإغاثة في غزة يوم الأحد الفائت، سوزي اشكنتنا (6 سنوات) من تحت أنقاض مبنى كان سابقاً منزلها.
كان القصف الجوي الإسرائيلي قد سوّى منزل سوزي بالأرض، وكانت مغطاة بالتراب وهي حية، في حين قُتِلَت والدتها وأشقاؤها الأربعة.
وكالة رويترز قالت إن سوزي استيقظت وحيدة في أكبر مستشفى في غزة، والتم شملها في وقت لاحق مع والدها رياض اشكنتنا، الذي قال للوكالة إنَّ العائلة "افترضت أنها ستكون بأمان أثناء قصف إسرائيل لقطاع غزة المحاصر ليلاً بسبب وجود عدد من الأطباء الذين يسكنون أيضاً في المبنى، لكن لم يكن هذا هو الحال".
ووصف رياض كيف أنَّ "صاروخاً غريباً، كالنار واللهب، دمر جدارين" من منزله. وسمع صرخات احتضار ابنه زين المحاصر بين الركام، ثم اكتشف لاحقاً في المستشفى أنَّ أحد أطفاله ما زال على قيد الحياة، مضيفاً: "كنت مليئاً بكل غضب العالم".
لا يوجد سبب واضح لتدمير منزل عائلة اشكنتنا، في وقت تردد فيه إسرائيل مزاعمها بأنها تستهدف شبكة من الأنفاق يستخدمها نشطاء حركة "حماس".
وفقاً لمسؤولين محليين في وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 212 شخصاً، بينهم 61 طفلاً و36 امرأة، حتى اليوم الثلاثاء، مع دخول القتال أسبوعه الثاني.
كان مقطع فيديو صوره موقع Middle East Eye -وشوهد ملايين المرات منذ نشره الأسبوع الماضي- قد أظهر نادين عبداللطيف البالغة من العمر 10 سنوات، وهي تقف بجانب أنقاض منزل أحد الجيران حيث قُتل ثمانية أطفال، بحسب التقارير.
تقول باكية: "ماذا تتوقع مني أن أفعل؟ أصلحه؟ عمري 10 سنوات فقط. لم يعد بوسعي التعامل مع هذا بعد الآن. عندما أراه كل هذا، أبكي حرفياً كل يوم. وأقول لنفسي: ماذا فعلنا لنستحق هذا؟".
تقول إسرائيل إن فصائل المقاومة أطلقت أكثر من 3000 صاروخ على الأراضي المحتلة، وإن شبكة دفاع القبة الحديدية المتطورة الإسرائيلية دمرت معظمها. ومع ذلك، قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في إسرائيل.
بيد أنه في نزاع يتسم بعدم التكافؤ، تظل تجربة أولئك المحاصرين في غزة الأسوأ بلا منازع، وفقاً للصحيفة الأمريكية، إذ إنَّ غزة واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، بعدد سكان نحو 2.1 مليون شخص، تصنف الأمم المتحدة غالبيتهم على أنهم لاجئون.
وهذا هو إرث عمليات التهجير التي أعقبت الإعلان عن دولة إسرائيل في عام 1948 والحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. ويمثل الأطفال نحو نصف سكان غزة.
تقول منظمات حقوقية رائدة إن إسرائيل تعامل غزة على أنها "سجن مفتوح" واسع، وتقول أيضاً إنها ترتكب جرائم حرب في قصفها الأخير وفي تعاملها العام مع القطاع.