قال دبلوماسيون إنه من المقرر أن يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف لإطلاق النار في القتال الدائر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، خلال اجتماع طارئ عبر الفيديو، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، وسط انقسامات بين دول الاتحاد من شأنها أن تهمّش دوره.
كان جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قد دعا إلى عقد اجتماع عبر الفيديو لوزراء خارجية دول الاتحاد، وعددها 27 دولة، فيما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن تأييده لوقف إطلاق النار، في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين.
بيتر ستانو، المتحدث باسم بوريل، قال: "تواصلنا مع شركائنا لنرى كيف يمكننا نزع فتيل هذا التصعيد الخطير والمقلق للعنف والإسهام في وقفه"، مشيراً إلى أن التصعيد الحالي هو أعنف أعمال قتالية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ سنوات.
يُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل ومانح كبير للمساعدات للفلسطينيين، لكنه أحجم عن استغلال مصادر قوته هذه أو بحث احتمال فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية.
كذلك يلعب الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة دوراً ثانوياً، بالمقارنة بالدور الرئيسي للولايات المتحدة، في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ولم يكن له سوى نفوذ محدود في المنطقة.
وكالة رويترز التي نقلت عن الدبلوماسيين – لم تذكر اسمهم – أشارت إلى أن الآراء منقسمة بشأن التحضير لبيان مشترك، وأنه من المستبعد أن يسفر اجتماع اليوم الثلاثاء عن أي سياسات جديدة.
أضاف دبلوماسيون أنه حتى تنظيم الاتصال عبر الفيديو كان بطيئاً، مما أثار انتقادات للافتقار لرد غربي من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
انقسام في مواقف الدول
وتدعم ما لا يقل عن ثماني دول صغيرة من أعضاء الاتحاد الأوروبي بشكل صريح الفلسطينيين تقودها لوكسمبورغ ومنها أيضاً بلجيكا وأيرلندا ومالطا وفنلندا، وتقول هذه الدول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد لدعم الفلسطينيين في مسعاهم لإقامة دولتهم المستقلة.
في هذا السياق، كتب سايمون موتكين، عضو البرلمان البلجيكي، على فيسبوك إن "أوروبا تلتزم الصمت وسط ضجيج القنابل". ودعا نواب آخرون لفرض عقوبات على إسرائيل.
في حين تبدي دول أخرى مثل المجر وجمهورية التشيك والنمسا واليونان وقبرص وبولندا استعدادها للدفاع عن مصالح إسرائيل، ورفعت النمسا علم إسرائيل فوق المستشارية الاتحادية في فيينا يوم الجمعة.
أما ألمانيا أقوى دولة أوروبية والتي ما زالت تعيش بعقدة الذنب بسبب جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية، فلا تبدي استعداداً لبحث اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.
في حين أن الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون قال، أمس الاثنين، إنه سيعمل مع الرئيس المصري والعاهل الأردني لطرح اقتراح محدد لوقف إطلاق النار وفتح مسار محتمل لإجراء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وسط هذا الانقسام الأوروبي، كانت مصادر غربية مطلعة على محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، قالت لوكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، إن نتنياهو طلب من الإدارة الأمريكية مهلة يومين إلى ثلاثة لإنهاء عمليته العسكرية في قطاع غزة.
أضافت المصادر أن الأمريكيين طلبوا من نتنياهو، يومي الأحد والإثنين، إنهاء عدوانه على غزة فردَّ بأنه ما زال بحاجة ليومين إلى ثلاثة لاستكمال تنفيذ الجيش ضرب أهدافه في القطاع.
يُذكر أن إسرائيل أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة منذ 10 مايو/أيار الجاري، استهدفت خلالها المقاتلات الحربية منازل مدنيين وأبراجاً سكنية ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى الشوارع والبنى التحتية في القطاع.
حتى صباح اليوم الثلاثاء ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 212 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.