قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الخميس 13 مايو/أيار 2021، إن محامين فلسطينيين أرسلوا خطاباً إلى رئيس"الشاباك"، ناداف أرغمان، يدعونه إلى التدخل، من أجل مطالبة جهاز المخابرات الإسرائيلي بالتوقف عن إرسال رسائل نصية تهديدية للفلسطينيين.
الرسائل التي تُرسل إلى الفلسطينيين تتضمن تهديداً لهم باعتبارهم مشاركين في التظاهرات الأخيرة التي تشهدها البلاد، بسبب انتهاكات إسرائيل في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ومدن أخرى.
انتهاكات إسرائيلية جديدة
قال "المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية" بإسرائيل (عدالة)، في خطاب أرسله أيضاً إلى المدعي العام الإسرائيلي يوم الخميس 13 مايو/أيار، إنَّه يبدو أنَّ هذه الممارسة المذكورة تنتهك أحكاماً سابقة للمحكمة العليا الإسرائيلية تحد من استخدام الشاباك لتقنية مراقبة المواقع من أجل مراقبة المواطنين الإسرائيليين خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
في حين يتلقى الفلسطينيون بالقدس رسائل تهديدية، يقولون إنَّها من "المخابرات الإسرائيلية"، تُحذِّرهم من المشاركة في الاحتجاجات حول المسجد الأقصى.
إذ تقول الرسائل، التي كُتِبَت باللغة العربية: "مرحباً، تم تشخيصك كمشارك بأعمال عنف في المسجد الأقصى. سنقوم بمحاسبتك.. المخابرات الإسرائيلية".
في المقابل فقد قمعت القوات الإسرائيلية، على مدار الأيام الماضية، بعنف، المحتجين الفلسطينيين على الطرد الوشيك لست عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. وتعتزم إسرائيل أن تحل مستوطنين يهوداً محل العائلات التي عاشت في منازلها لعقود.
موقف غامض
في حين لم يعترف الشاباك علناً بإرسال تلك الرسائل النصية، فإنَّه لم ينفِ تورطه. وبحسب مركز عدالة، ردَّ الجهاز على تقرير في موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، بالقول إنَّه لا يُعلِّق على الأنشطة العملياتية.
أضاف مركز عدالة: "إضافة إلى طبيعة الرسائل النصية التهديدية التي تنتهك خصوصية مُتلقِّيها، فإنَّ إرسال هذه الرسائل من جانب الشاباك غير قانوني ويقع خارج نطاق سلطته".
في المقابل فقد أُرسِلَت كل الرسائل من رقم الهاتف نفسه. وحاول موقع Middle East Eye الاتصال بالرقم حين ظهرت التقارير بشأن الرسائل التهديدية، لأول مرة في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، لكنَّه لم يتلقَّ رداً.
استخدام جهاز الـGPS
من ناحية أخرى يعتقد كثير من الفلسطينيين أنَّ عدد الأشخاص الذين تلقوا الرسائل، إضافة إلى قربهم من المسجد الأقصى، يشير إلى شكلٍ من أشكال التورط الحكومي.
قالت منى شطايا، مديرة الدعوة المحلية بمنظمة "7amleh" (حملة)، وهي منظمة حقوقية رقمية فلسطينية، لموقع Middle East Eye: "من شبه المؤكد أنَّ المخابرات الإسرائيلية تستخدم جهاز تحديد المواقع (GPS) لتكون قادرة على معرفة مَن كان بالمسجد الأقصى في ذلك الوقت".
كما قالت إنَّ التقنية موجودة منذ بداية جائحة كوفيد 19 تحت "ذريعة الصحة العامة"، لكنَّ السلطات الإسرائيلية تستخدمها الآن لـ"تعقُّب مواقع الناس وتهديدهم".
في حين لم تنجح الرسائل في ردع الفلسطينيين عن مواصلة المشاركة في الاحتجاجات بأرجاء المدن الفلسطينية والإسرائيلية، والتي قابلتها القوات الإسرائيلية والمستوطنون بالعنف، وضمن ذلك السحل والضرب والدهس بالسيارات والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والاعتقالات.