من جديد، اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية، مساء الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت الحارقة باتجاه المصلين والمعتكفين في داخله.
فعقب انتهاء صلاة التراويح نظم المتواجدون في المسجد الأقصى مسيرات عفوية؛ نصرة لقطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي "الغاشم" على غزة وأهلها.
على إثر ذلك، قامت العشرات من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة المعتكفين داخل المصلى القبلي، وأغلقوا الأبواب بالسلاسل والجنازير الحديدية، وقاموا بالاعتداء على الشباب الفلسطينيين، فضلاً عن قيامهم بتعزيز تواجدهم العسكري قرب الأبواب الشرقية والشمالية للأقصى، وخاصة باب الأسباط.
كما قامت شرطة الاحتلال بالاعتداء على طواقم إسعاف القدس، ومنعتهم من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى.
فيما عاد الهدوء الحذر لمنطقة باحات المسجد الأقصى، وذلك بعدما شهد كل من باب العامود ورأس العامود وسلوان في القدس مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
رشقات صاروخية لأول مرة
وعلى نحو غير مسبوق، شهدت إسرائيل، الثلاثاء، رشقات صاروخية لأول مرة امتدت من الجنوب وصولاً إلى منطقة تل أبيب وسط البلاد.
بحسب القناة (13) الإسرائيلية، تم إطلاق 630 صاروخاً على إسرائيل من قطاع غزة.
هذا القصف الصاروخي خلّف حتى الآن 3 قتلى 2 منهم في عسقلان (جنوب)، وثالث في مدينة "ريشون لتسيون" (وسط)، إضافة إلى 26 جريحاً، بينهم إصابات وصفت بالحرجة، بحسب "يديعوت أحرونوت".
اعتداءات متواصلة طوال رمضان
يشار إلى أنه منذ مساء الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، تشنّ الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، أنه استهدف نحو 500 موقع، واغتال 15 ناشطاً من حركة "حماس"، منذ بدء هجماته على القطاع، في عملية سماها "حارس الأسوار".
يذكر أن التوتر انتقل إلى غزة، بعد أن منحت "الغرفة المشتركة" للفصائل الفلسطينية، إسرائيل مهلة حتى 15:00 (ت.غ) من مساء الإثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
ومنذ الإثنين، استشهد 28 فلسطينياً وأصيب قرابة 850 بجروح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينيتين.
كانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح ومحيط المسجد الأقصى.
كما يشهد حي الشيخ جراح بالقدس، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم، حيث تواجه 12 عائلة خطر الإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين بموجب قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية.
إذ يحتج الفلسطينيون على القرارات الإسرائيلية، بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
فيما يقول السكان إنه في حال تنفيذ قرارات الإخلاء، فإنها ستشكل خطراً على العائلات التي تقيم في 28 منزلاً منذ العام 1956.