أظهرت مقاطع فيديو من مدينتي أسدود وعسقلان المُحتلتين، الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، تعرُّض المدينة لقصف بعدد كبير من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، رداً على استهداف تل أبيب قطاع غزة بالقصف الذي أودى بحياة مدنيين بينهم أطفال.
كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت في وقت مبكر الثلاثاء، توجيه "الضربة الصاروخية الأكبر" تجاه مدينتي أسدود وعسقلان الإسرائيليتين المحاذيتين لقطاع غزة.
تقع مدينة أسدود على بعد 38 كيلومتراً عن غزة، وعسقلان 19 كيلومتراً، وشوهدت عشرات الصواريخ وهي تنطلق من شرقي القطاع تجاه المدن الإسرائيلية، وأعقب ذلك شن المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جديدة على مناطق متفرقة من القطاع.
على شبكات التواصل الاجتماعي نشرت حسابات إسرائيلية مقاطع فيديو لآثار القصف على أسدود وعسقلان، وكان يُسمع فيها دوي صافرات الإنذار في سماء المدينة بينما كانت عشرات الصواريخ في السماء.
تُظهر الفيديوهات لحظة إصابة صواريخ المقاومة لأهداف في أسدود، كما تُظهر مقاطع أخرى حدوث حرائق في العديد من الأهداف التي استهدفتها صواريخ المقاومة، وسط أجواء من الرعب والخوف لدى أشخاص كانوا يسيرون في الشوارع.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنها "تقدر إطلاق 70 صاروخاً من غزة خلال نصف ساعة"، فيما لم يصدر أي بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي بشأن عدد الصواريخ التي أُطلقت من غزة خلال الساعات الماضية.
بدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "إسرائيليين اثنين أصيبا بشظايا زجاج من مبنى تلقى ضربة مباشرة بقذيفة صاروخية في مدينة أسدود"، كما أشارت الهيئة إلى "إصابة بمبنى في مدينة عسقلان" دون تفاصيل إضافية.
من جانبه، قال إيلي بين رئيس خدمة الإسعاف الإسرائيلية للصحفيين إن الصواريخ تسببت في مقتل امرأتين ببلدة عسقلان.
وفي مقطع فيديو يُسمع صوت مستوطن يعيش في منطقة غلاف غزة، وهو يصرخ خوفاً من صواريخ حركة حماس، ويقول: "خلاص يا حماس" وهو يشتكي من كثرة الصواريخ التي سقطت في المنطقة التي يعيش بها.
كانت إسرائيل قد أطلقت أمس الإثنين عملية عسكرية ضد قطاع غزة تحت اسم "حارس الأسوار"، أسفرت حتى ظهر الثلاثاء عن استشهاد 25 فلسطينياً، بينهم 9 أطفال وسيّدة، وإصابة 115 آخرين بجراح مختلفة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم أنه استهدف نحو 130 موقعاً، واغتال 15 ناشطاً من حركة "حماس"، في حين توعّدت "سرايا القدس" الجناح المسلّح لحركة "الجهاد الإسلامي" إسرائيل، بردٍّ قاس، جراء استهدافها لـ"مجاهديها والمدنيين الآمنين".
المتحدث باسم السرايا المكنى "أبو حمزة" كتب في تغريدات على تويتر: "على العدو أن ينتظرنا في كل حين"، وأضاف: "نؤكد على استمرار المعركة التي لن تتوقف ما دام العدوان قائماً في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل".
كان التصعيد قد انتقل في القدس المحتلة إلى قطاع غزة، بعد أن منحت "الغرفة المشتركة" في القطاع إسرائيل مهلة لساعات مساء الإثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بالقدس، والإفراج عن المعتقلين، وهو ما لم تلتزم به تل أبيب.