توعَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، حركتي حماس والجهاد الإسلامي بأنهما ستدفعان ثمناً باهظاً لإطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل بشكل غير مسبوق.
حيث قال نتنياهو، في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي، وبجانبه وزير الدفاع وقائد الجيش: "نحن في ذروة حملة كبيرة.. حماس والجهاد الإسلامي دفعتا.. وستدفعان ثمناً باهظاً لعدوانهما"، على حد زعمه.
أضاف نتنياهو: "نحن في خضم معركة وسنواصل الهجوم بكل قوتنا"، مؤكداً أن هذه المعركة ستستمر لأيام وأيام.
فيما زعم نتنياهو بأنهم قضوا على العشرات من قادة المقاومة بمن فيهم كبار القادة، مضيفاً: "كما هدمنا المباني والأبراج التي كان يستخدمها (الإرهابيون)، وسنواصل الهجوم بكل قوتنا"، واصفاً القصف الصاروخي على المدن الإسرائيلية بـ"العدوان".
من جانبه، قال وزير الدفاع بيني غانتس، خلال المؤتمر الصحفي: "هناك الكثير من الأهداف (في قطاع غزة)، هذه مجرد بداية"، مستطرداً: "أعرف الساحة الغزاوية، لقد تضررت التنظيمات الإرهابية بقوة وستواصل التضرر بسبب قرارهم بإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل"، وفق قوله.
مزاعم إسرائيلية
بدوره، ذكر رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 500 هدف في غزة "تضمنت مواقع تصنيع أسلحة"، زاعماً أنهم ضربوا وقتلوا "العشرات من الناشطين، بينهم قادة، ودمرنا مبان وبنى تحتية. على الجانب الآخر في غزة الواقع صعب".
كذلك، هدّد كوخافي بتوسيع المعركة في قطاع غزة حال اقتضت الضرورة، وبجعل "حركتي حماس والجهاد تدفعان ثمناً غير مسبوق".
وعلى نحو غير مسبوق، شهدت إسرائيل، الثلاثاء، رشقات صاروخية لأول مرة امتدت من الجنوب وصولاً إلى منطقة تل أبيب وسط البلاد.
بحسب القناة (13) الإسرائيلية، تم إطلاق 630 صاروخاً على إسرائيل من قطاع غزة.
هذا القصف الصاروخي خلّف حتى الآن 3 قتلى 2 منهم في عسقلان (جنوب)، وثالث في مدينة "ريشون لتسيون" (وسط)، إضافة إلى 26 جريحاً، بينهم إصابات وصفت بالحرجة، بحسب "يديعوت أحرونوت".
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال نتنياهو إن الجيش "سيزيد وتيرة هجماته" على قطاع غزة، وذلك بعد مشاورات أمنية أجراها في مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، حضرها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش وقائد المنطقة.
بيان لمشاورات نتنياهو ذكر أنه تقرر تشديد الغارات التي تُشن على قطاع غزة "وتعزيز وتيرتها"، وأضاف: "نحن في أوج المعركة، جيش الدفاع يشن منذ يوم أمس مئات الغارات على حماس والجهاد الإسلامي، ضربنا عدداً كبيراً جداً من أهدافهما النوعية".
فيما أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "سنشدد الغارات وسنعزز وتيرتها، وحماس ستتكبد ضربات لم تتوقعها".
اعتداءات متواصلة طوال رمضان
يشار إلى أنه منذ مساء الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، تشنّ الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، أنه استهدف نحو 500 موقع، واغتال 15 ناشطاً من حركة "حماس"، منذ بدء هجماته على القطاع، في عملية سماها "حارس الأسوار".
يذكر أن التوتر انتقل إلى غزة، بعد أن منحت "الغرفة المشتركة" للفصائل الفلسطينية، إسرائيل مهلة حتى 15:00 (ت.غ) من مساء الإثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
ومنذ الإثنين، استشهد 28 فلسطينياً وأصيب قرابة 850 بجروح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينيتين.
كانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح ومحيط المسجد الأقصى.
كما يشهد حي الشيخ جراح بالقدس، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم، حيث تواجه 12 عائلة خطر الإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين بموجب قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية.
إذ يحتج الفلسطينيون على القرارات الإسرائيلية، بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، والتي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.
فيما يقول السكان إنه في حال تنفيذ قرارات الإخلاء، فإنها ستشكل خطراً على العائلات التي تقيم في 28 منزلاً منذ العام 1956.