كشفت الشرطة الروسية أن أحد الأطباء الذي شاركوا في معالجة المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، بعد تسميمه بغاز الأعصاب نوفيتشوك العام الماضي، فُقد في ظروف غامضة.
فيما قالت صحيفة The Independent البريطانية إنه يُعتقد أن الطبيب ألكسندر موراكوفسكي، البالغ من العمر 49 عاماً، قد اختفى خلال رحلة صيد في إحدى الغابات بمنطقة أومسك في سيبيريا الجمعة 7 مايو/أيار، وأشارت تقارير شهود العيان إلى أن الطبيب شُوهد لآخر مرة وهو يغادر قرية "بوسبيلوفو" على متن مركبة تضاريس رباعية (ATV).
إلا أن وزارة الشؤون الداخلية بالمنطقة قالت إنه قد عُثر على مركبته على بعد 6.5 كيلومتر من قاعدة انطلاق الصيد المحلية الأحد 9 مايو/أيار 2021.
فيما انضمت قوات من الشرطة المحلية وضباط من الحرس الوطني وأفراد من متقفي آثار الصيد وسكان محليون إلى عملية البحث، وقالت الوزارة إنها نشرت طائرات هليكوبتر وطائرات مسيَّرة لاستكشاف "مناطق المستنقعات التي يصعب اجتيازها لوعورة التضاريس".
موت أطباء المعارض الروسي نافالني
كان موراكوفسكي كبيرَ الأطباء في أحد مستشفيات أومسك، التي عُولج فيها نافالني بعد انهياره على متن رحلة طيران في روسيا في أغسطس/آب من العام الماضي، وقال لاحقاً في مؤتمر صحفي: "لقد أنقذنا حياته بعد جهد وعمل كبيرين"، وترقَّى موراكوفسكي لاحقاً إلى منصب وزير الصحة في الإقليم.
ويشار إلى أن طبيبين آخرين قد تُوفيا في المستشفى ذاته مؤخراً، وفقاً للإشعارات المنشورة على موقع المستشفى على الإنترنت فقد تُوفي نائب رئيس قسم أطباء التخدير والإنعاش "فجأة" في 4 فبراير/شباط، فيما تُوفي رئيس قسم طب الرضوح العام، البالغ من العمر 63 عاماً، في 24 مارس/آذار، بعد إصابة مفترضة بالسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن طبيباً آخر، هو أناتولي كالينيتشينكو، الذي أخبر المراسلين أن أطباء المستشفى لم يعثروا على آثار سموم عند معالجة نافالني، غادر منصبه في الرئاسة الطبية للمستشفى في أكتوبر/تشرين الأول.
يُذكر أن نافالني بعد تلقيه العلاج الأولي في أومسك، نُقل جواً إلى ألمانيا لإجراء مزيدٍ من العلاج والاختبارات المعملية في أوروبا، وبحسب ما أكدته هيئات عالمية معنية بمراقبة استخدام الأسلحة الكيميائية، فقد ثبت لاحقاً أنه تعرَّض للتسميم باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك.
وكان الحديث عن غاز الأعصاب "نوفيتشوك" برز على الصعيد الدولي في مارس/آذار 2018 عندما توصلت التحقيقات إلى أنه كان المادة التي استُخدمت في الواقعة الشهيرة لتسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية.
ومع ذلك، رفضت السلطات الروسية مراراً وتكراراً أي تلميح إلى أنها حاولت قتل نافالني.
اعتقال المعارض نافالني
غير أن نافالني أُلقي القبض عليه بمجرد عودته من ألمانيا إلى روسيا في يناير/كانون الثاني، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف، بدعوى انتهاكه شروط الإفراج الاحترازية في إدانة سابقة له بالاختلاس في عام 2014، وهي قضية يصفها نافالني بأنها ملفقة.
وفي الشهر الماضي، خاض نافالني إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع للمطالبة برعاية صحية مناسبة.
إلا أن أطباء مقرّبين منه نافالني بينهم طبيبته الشخصية، حثوه على إنهاء إضرابه عن الطعام "فوراً"، قائلين إنهم يخشون موته و"أضراراً كبيرة" على صحّته في حال واصل امتناعه عن الأكل.
وكان المعارض والخصم الأبرز للكرملين يشتكي أيضاً قبل إضرابه عن الطعام، من فقدان الإحساس بساقيه، فيما يخشى أن تكون من بين تداعيات عملية التسميم التي تعرّض لها الصيف الماضي ويتّهم الكرملين بالوقوف خلفها.
وقال ليونيد فولكوف، أحد المقربين من نافالني، إن المعارض خضع أخيراً لفحص طبي هذا الأسبوع في مستشفى مدني وملفه الطبي أُرسل إلى أطبائه وكتب نافالني أن "الأطباء الذين أثق بهم تماماً أعلنوا أمس أننا حققنا ما يكفي من الأمور لأنهي إضرابي عن الطعام".
وأضاف: "بفضل الدعم الهائل الذي عبّر عنه أشخاص طيّبون من كافة أنحاء البلاد والخارج، لقد أحرزنا تقدماً كبيراً. منذ شهرين كانوا يسخرون من طلباتي للحصول على رعاية طبية، لم أكن أحصل على أي دواء".
وتجمّع آلاف الأشخاص في عدد كبير من المدن الروسية في تظاهرات انتهت بتوقيف أكثر من 1900 شخص.