قالت وزارة العدل الإسرائيلية، الأحد 9 مايو/أيار 2021، إن المدعي العام أفيخاي ماندلبليت طلب من المحكمة العليا تأجيل الجلسة المقررة لإخلاء فلسطينيين من منازلهم بحيّ الشيخ جراح، التي كانت مقررة غداً الإثنين، في الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب "ترفض بشدة" الاستجابة للضغوط الرامية لمنعها من تنفيذ أجندتها بالقدس.
متحدث باسم وزارة العدل الإسرائيلي أعلن، الأحد، أن الجلسة التي كانت مقررة الإثنين لن تُعقد على الأغلب بعد أن طلب النائب العام تأجيلها، وسط تصاعد الاحتجاجات، والقلق الدولي بشأن قضية الإخلاء في المدينة.
وقال المتحدث إن المدعي العام طلب من المحكمة التأجيل لأسبوعين على الأقل ريثما يدرس إمكانية المشاركة في الدعوى.
وبعد إعلان وزارة العدل بساعات، أكدت المحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء جلسة الإثنين بشأن عمليات الإخلاء من حي الشيخ جراح، قائلة إن موعداً جديداً سيكون خلال 30 يوماً.
في وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "ترفض بشدة" الضغوط الرامية لمنعها من البناء في القدس.
وقال نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون قبيل إحياء إسرائيل ذكرى سيطرتها على القدس الشرقية في حرب عام 1967: "نرفض بشدة الضغوط حتى لا نبني في القدس الشرقية، يؤسفني أن هذا الضغط تصاعد مؤخراً".
وتابع: "أقول أيضاً لأفضل أصدقائنا: القدس عاصمة إسرائيل، وكما يبني كل بلد في عاصمته ويبني عاصمته، لنا أيضاً الحق في البناء في القدس وبناء القدس. هذا هو ما فعلناه وما سنواصله".
تحذير واستنكار
من جانبه، قال الأردن في بيان رسمي إنه حذر إسرائيل من مواصلة هجومها "الهمجي" على المصلين في المسجد الأقصى، وأكد أنه سيصعد الضغط الدولي لحمل "إسرائيل على وقف اعتداءاتها".
وقالت المملكة، التي تشرف على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس، إنه لا بد لإسرائيل من "الكفّ عن انتهاكاتها واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين والوضع القائم التاريخي والقانوني".
كما دعا البابا فرنسيس إلى إنهاء العنف في القدس قائلاً إنه يتابع الأحداث بقلق، وطالب الأطراف بالبحث عن حلول من أجل احترام الهوية متعددة الثقافات للمدينة المقدسة.
وقال للزوار الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في روما الأحد: "العنف يولد العنف، فأوقفوا الاشتباكات".
تصاعد الأحداث في القدس
تأتي تصريحات نتنياهو بعد اضطرابات مستمرة منذ أيام وتزايد الإدانات الدولية لعمليات إخلاء تسعى السلطات الإسرائيلية تنفيذها في حي الشيخ جراح بالقدس، حيث أشعل التوتر السائد بشأن الحي مواجهات يومية وصلت إلى ساحات المسجد الأقصى الجمعة الماضية.
ومساء السبت، ألقى شبان فلسطينيون الحجارة وأشعلوا النيران وأسقطوا حواجز الشرطة في الشوارع المؤدية إلى بوابات البلدة القديمة، بينما استخدم خيّالة من الشرطة قنابل صوت ومدافع المياه لصدهم.
ومنذ بداية شهر رمضان يحتج الشباب الفلسطينيون على منعهم من الجلوس على مدرج "باب العامود"، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
أما حيّ الشيخ جراح فيشهد منذ أكثر من 10 أيام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي ومتضامنين معهم، بعد تهديد سكان الحي بإخلاء منازلهم لصالح المستوطنين.