إسرائيل منعت حافلات فلسطينيي الداخل من الوصول للأقصى فأكملوا الرحلة مشياً.. أهالي القدس تطوعوا لنقلهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/08 الساعة 18:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/08 الساعة 18:23 بتوقيت غرينتش
الشرطة الإسرائيلية / رويترز

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت 8 مايو/أيار 2021، حافلات تُقل مئات من فلسطينيي الداخل، من الوصول إلى المسجد الأقصى، لإحياء ليلة القدر، وسط استنفار أمني إسرائيلي بعد الأحداث التي شهدها الأقصى مساء الجمعة 7 مايو/أيار والاعتداءات على المصلين.

قال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن ‎قوات الاحتلال منعت الحافلات التي تحمل مئات المصلين المعتكفين من فلسطينيي الداخل، من استكمال طريقها إلى مدينة القدس المحتلة.

كما أضاف الشهود، أن المصلين اضطروا إلى النزول من الحافلات في قرية "أبو غوش" (تبعد أكثر من 15 كم عن وسط القدس)، لاستكمال الطريق مشياً رغم بُعد المسافة.

بعد انتشار أخبار منع دخول حافلات فلسطينيي الداخل بمنصات التواصل الاجتماعي، أقدم عشرات الشبان المقدسيين على نقل المصلين إلى المسجد الأقصى، رغم محاولات القوات الإسرائيلية منعهم بوضع حواجز في الطريق، بحسب الشهود.

تأهب أمني للشرطة الإسرائيلية

بالتزامن مع استعداد عشرات الآلاف من الفلسطينيين لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى بمدينة القدس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية تكثيف وجودها في محيطه وأزقة البلدة القديمة من المدينة.

إذ تشهد مدينة القدس، منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" (أحد أبواب المسجد الأقصى) وحي "الشيخ جراح".

فقد اعتدت الشرطة الإسرائيلية، مساء الجمعة، على المصلين داخل المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود في القدس، ما خلّف 205 مصابين، وفق حصيلة أولية غير رسمية، فضلاً عن اعتقالات واسعة بين المقدسيين.

جنود إسرائيليون يعتقلون شاباً فلسطينياً أعزلاً عند باب العامود في القدس المحتلة/ رويترز
جنود إسرائيليون يعتقلون شاباً فلسطينياً أعزلاً عند باب العامود في القدس المحتلة/ رويترز

حتى ساعات ما بعد ظهر السبت، سادت أجواء من الهدوء مدينة القدس، وباحات المسجد الأقصى، لكن إعلان الشرطة الإسرائيلية عن تكثيف وجودها يثير قلقاً بين المقدسيين.

بينما حذّرت أوساط مقدسية من انجرار الحكومة الإسرائيلية لدعوات المتطرفين اليهود الذين يدعون إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى الإثنين المقبل.

قلق من تجدد التوتر وتحذير من العواقب

تقول الناشطة المبعدة عن المسجد الأقصى خديجة خويص لـ"الأناضول"، إن أبواب المسجد الأقصى مفتوحة دون مشاكل حتى الآن (14:00 ت.غ)، معربة عن أملها في ليلة هادئة.

بينما يعتكف عشرات الآلاف من الفلسطينيين في المسجد الأقصى ليلة 27 رمضان، التي ترجح بعض الآراء الفقهية أن تكون ليلة القدر، ويمضون ليلتهم في الصلاة والعبادة.

إلا أن الناشطة المقدسية عبرت عن "حالة قلق يعيشها المقدسيون؛ خشية محاولات جديدة لإخلاء المسجد الأقصى من المعتكفين، لتسهيل اقتحامه من قِبل المستوطنين يوم الإثنين القادم".

في بيان وصل إلى الأناضول، حذّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من "انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة بحق المسجد الأقصى". لكنه أضاف أن ذلك "لن يغير من الحقيقة الربانية بأن هذا المسجد سيبقى مسجداً إسلامياً خالصاً للمسلمين وحدهم لا يقبل القسمة ولا الشراكة".

كما حذّر البيان، من "انجرار الحكومة الإسرائيلية لدعوات المتطرفين اليهود الذين يدعون إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك يوم الإثنين القادم".

"الكرة في ملعب إسرائيل"

أما نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، فأعرب عن أمله "أن يتمكن المسلمون والمرابطون في المسجد الأقصى من إحياء ليلة القدر دون أن تنتهك قدسيتها وحرمتها".

أضاف في حديثه لـ"الأناضول": "نتمنى أن يتركنا الاحتلال في عبادتنا، جئنا للاعتكاف والصلاة والدعاء". وقال بكيرات: "الكرة الآن في ملعب الاحتلال فهو الذي يصعّد ويعتدي، وبالتالي إذا تجنب المرابطين فستسير الأمور بسلام".

مع ذلك رأى في قرار الشرطة تكثيف وجودها بمحيط المسجد الأقصى "استفزازاً"، مضيفاً أن مجرد الإعلان عن تكثيف الوجود "يعني وجود نية مبيتة للتصعيد".

تساءل بكيرات: "هل تريد شرطة الاحتلال تفريغ المسجد من المعتكفين حتى لا يستمروا في الوجود حتى يوم الإثنين القادم 28 رمضان؟!". وأضاف: "الإثنين القادم هو يوم اعتكاف، لسنا (الطرف) الذي يُصعّد، الذي يصعد هو الاحتلال، وسنوجد في المسجد الأقصى، ولن نتركه لقطعان المستوطنين، ولن نترك عبادتنا".

تحميل المزيد