عثر على جثة لاجئ شاب صومالي محاطة بالفئران التي كانت تأكل من جسده، في أحد المخيمات المهجورة بجزيرة خيوس اليونانية، في مشهد أثار صدمة لدى اللاجئين الذين يعيشون أوضاع مزرية في المخيم.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 7 مايو/أيار 2021، إن الشاب (28 عاماً) عُثر على جثته يوم يوم الإثنين، 3 مايو/أيار الفائت، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي الذي يُعتبر عطلة رسمية في اليونان.
حين وصلت الشرطة إلى مكان الحادث في مخيم خيوس، بعد حوالي 12 ساعة من وفاته، وجدت الجرذان تحيط بالجثة، واستبعدت وزارة الهجرة اليونانية أن تكون الوفاة ناجمة عن حادث مدبر.
الوزارة أشارت إلى أن الطبيب العسكري وجد أن هذا "الرجل التعيس" تعرض لعضات في أذنه ويده. وجاء في البيان: "سنتوصل إلى السبب الدقيق للوفاة بعد تشريح الجثة".
من جانبه، قال حاكم المخيم، باناجيوتيس كيمورتزيس، لصحيفة The Guardian: "نؤويهم ونطعمهم لأنهم بشر، ولا يمكننا طردهم، أمر منطقي أن تظهر القوارض حول جثة شخص مات منذ عدة ساعات".
كان المخيم قد شيد بسرعة كبيرة عام 2016، وهو في الخلاء ومحاط بالحقول، وكل ما يمكن فعله بالمخيم هو رش المبيدات الحشرية لا أكثر.
يُعد هذا الشاب الصومالي مثل مئات الآلاف من السوريين الذين سبقوه، فر من بلد معروف بالعنف والفقر، وبعد ما يقرب من 6 سنوات من اندلاع أزمة اللاجئين في أوروبا، تسلط النهاية المأساوية للشاب الضوء على الظروف المزرية لـ"مراكز الاستقبال" في الجزر اليونانية.
كذلك يرى عمال الإغاثة في جزر ليسبوس وخيوس وساموس وليروس وكوس الواقعة على الخطوط الأمامية لتدفقات المهاجرين، أن هذا الحادث دليل جديد على إخفاقات سياسات الاحتواء التي يتبعها قادة الاتحاد الأوروبي على حدود قارة تبدو عاقدة العزم على إبعاد اللاجئين.
يقول الدكتور أبوستولوس فيزيس، المدير التنفيذي لمنظمة إنترسوس الإنسانية الدولية في اليونان: "توجد حقيقة واحدة فقط، وهي أن مخيمات الجزر اليونانية مرادف للتكدس والظروف اللاإنسانية. الناس يتعرضون بصفة يومية للفئران والقمامة والعنف. وفي العيادات المنتشرة في هذه الجزر غالباً ما تظهر على الأطفال علامات لدغات الفئران. إنه لأمر محزن".
يُشار إلى أن أثينا تلقت حوالي 3 مليارات يورو (حوالي 4 مليارات دولار) من أموال الاتحاد الأوروبي، لإدارة أزمة الهجرة بين عامي 2015 و2020، لكن منتقدين يزعمون أنه لا يوجد ما يثبت إنفاق هذه الأموال على أرض الواقع، حيث أعربت إحدى أكبر هيئات مراقبة حقوق الإنسان في أوروبا عن استيائها البالغ من هذه الظروف.
يقول فيزيس، الذي يعمل في هذه الجزر منذ أكثر من عشر سنوات: "إذا استخدمت هذه الأموال بشكل صحيح فلم نكن لنتحدث بعد سنوات عديدة عن مشهد من العصور الوسطى تهاجم فيه الجرذان رجلاً ميتاً".