قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون وأوروبيون، الخميس 6 مايو/أيار 2021، إن الفجوات ما زالت واسعة بين واشنطن وطهران بشأن استئناف الامتثال للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 على الرغم من قول مسؤول أمريكي إن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن خلال أسابيع إذا اتخذت إيران قراراً سياسياً بذلك.
وانطلقت مفاوضات غير مباشرة في بداية نيسان/أبريل في العاصمة النمساوية فيينا بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها خصوصاً الأوروبيين وبقية الموقعين على الاتفاق المبرم عام 2015 بهدف الحؤول دون تطوير طهران سلاحاً نووياً.
الطريق طويل للتوصل لاتفاق
أحد المسؤولين قال للصحفيين في إفادة عبر الهاتف طالباً عدم نشر اسمه: "هل من الممكن أن نرى عودة مشتركة للامتثال للاتفاق النووي خلال الأسابيع القادمة أو تفاهماً بشأن الامتثال المتبادل؟ الإجابة نعم ممكن".
وتابع المسؤول: "هل هذا أمر مرجح؟ الإجابة: الوقت فحسب سيخبرنا بذلك؛ لأن الأمر، كما قلت، يتعلق في نهاية المطاف بقرار سياسي لا بد من اتخاذه في إيران".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع قناة تلفزيون (إن.بي.سي)، إن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ القرارات المطلوبة للعودة إلى الامتثال للاتفاق.
أما الطرف الآخر من المفاوضات، فقد صرح عباس عراقجي، رئيس الوفد الإيراني المشارك في مفاوضات فيينا، بأن هناك طريقاً طويلاً لا بد أن يقطعه المفاوضون قبل التوصل لاتفاق.
عراقجي أضاف، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني: "لا يمكن التكهن بتوقيت حدوث ذلك، ولا يمكن وضع إطار زمني. تحاول إيران تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن، لكننا لا نتعجل أي شيء".
يتمثل جوهر الاتفاق في أن تلتزم إيران باتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي، مما يجعل من الصعب عليها الحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة.
وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية.
كواليس ما تم طرحه في مفاوضات فيينا
دبلوماسي أوروبي قال إن واشنطن طرحت اقتراحاً شاملاً يتضمن رفع العقوبات على قطاعات رئيسية، مثل النفط والغاز والبنوك، ولمحت إلى قدر من الانفتاح على تخفيف العقوبات المتصلة بالإرهاب وحقوق الإنسان.
وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إيران لم تبدِ رغبة في تقليص أي خبرة قد تكون اكتسبتها من العمل على أجهزة الطرد المركزي المتقدمة أو تدميرها.
إضافة لذلك قال المسؤول الأمريكي إن من الممكن إحياء الاتفاق النووي قبل الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 يونيو/حزيران، لكن الأمر يقع مرة أخرى على عاتق إيران لاتخاذ قرار سياسي كهذا.
هذا الأمر "يتطلب من إيران الكف عن مطالبة واشنطن بأن تفعل أكثر مما هو وارد في الاتفاق، بينما تسعى طهران للقيام بأقل من ذلك"، بحسب المسؤول الأمريكي.
ومضى يقول: "ينبغي تسريع سير المحادثات حتى يمكن لنا أن نذهب إلى هناك في الأسابيع القادمة، وليس هناك ما يضمن أن الوضع سيكون كذلك".
كما وصف المسؤول الأمريكي التقارير غير الدقيقة التي ترددت مؤخراً بشأن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران بأنها تنطوي على "قسوة لا توصف"، مشيراً إلى أن هناك محادثات منفصلة في هذا الشأن. وقال: "نتعامل مع هذا الأمر بشكل مستقل".