قال الجيش الأمريكي، الأربعاء 5 مايو/أيار 2021، إن بقايا صاروخ صيني كبير أطلق الأسبوع الماضي من المتوقع أن تعاود دخول الغلاف الجوي في نهاية هذا الأسبوع في عودة خارجة عن السيطرة ستتعقبها قيادة الفضاء الأمريكية.
انطلق صاروخ "لونغ مارش 5 بي" من جزيرة هاينان الصينية في 29 أبريل/نيسان حاملاً مركبة تيانخه، التي تحتوي على ما سيصبح أماكن معيشة ثلاثة أفراد في محطة فضاء صينية دائمة. وكان إطلاق المركبة أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لإكمال المحطة.
الموعد المتوقع لعودة الصاروخ الصيني
وقالت قيادة الفضاء، في بيان نُشر على الإنترنت، إن نقطة دخول الصاروخ الصيني بالضبط في الغلاف الجوي للأرض أثناء عودته من الفضاء "لا يمكن تحديدها إلا في غضون ساعات من عودته"، والتي من المتوقع أن تحدث في الثامن من مايو/أيار.
جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، قال إن الحطام الذي يحتمل أن يكون خطيراً من الممكن أن يفلت من الاحتراق بعد أن يخترق الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، ولكن من المرجح أن يسقط في البحر، بالنظر إلى أن الماء يغطي 70% من الكرة الأرضية.
كيف بدأت قصة الصاروخ الصيني؟
الصاروخ الصيني كان يحمل "الوحدة الرئيسية" التي ستصبح مقر إقامة طاقم من ثلاثة رواد فضاء في المحطة الفضائية الدائمة التي تهدف الصين إلى استكمالها بنهاية عام 2022، وانطلقت الوحدة التي يطلق عليها اسم "تيانخه" أي "تناغم السماوات" على متن الصاروخ "لونغ مارش 5B"، وهو أكبر الصواريخ الصينية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
هذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حالياً في مدار حول الأرض.
وسائل الإعلام الصينية احتفت بانطلاق الصاروخ في رحلته إلى الفضاء بنجاح، ونقلت عن الرئيس شي جين بينغ كلمة هنَّأ فيها البلاد على هذا الإنجاز، حيث وصف الأمر ومحطة الفضاء الصينية بأنها "مشروع رائد مهم في بناء دولة قوية في التكنولوجيا وفي الفضاء".
لكن الإثنين نشر موقع Space News تقريراً قال فيه إن الصين فقدت السيطرة على الصاروخ الضخم بعد أن أوصل الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء إلى موقعها، والمقصود هنا أن الصاروخ أتم مهمته بنجاح، ولكن المشكلة أن بكين فقدت السيطرة على الصاروخ فتركته يدور حول الأرض.
ما مشكلة الصاروخ الصيني بالتحديد؟
حتى تكون الصورة واضحة من المهم القول إنه في مثل هذه الحالات، بعد أن يتم الصاروخ الصيني مهمته، أي توصيل ما يحمله إلى المكان المحدد في الفضاء ويتم الانفصال، يبدأ الصاروخ رحلة العودة إلى الأرض ويدخل الغلاف الجوي ليتفتت ويسقط في منطقة غير مأهولة تكون عادة في أحد المحيطات من خلال إحداثيات محددة من جانب المحطة الأرضية التي تتحكم في مسار الصاروخ.
هذه بالتحديد هي المشكلة بشأن الصاروخ الصيني، حيث فقدت بكين السيطرة عليه وهو حالياً يدور حول الأرض كل 90 دقيقة بسرعة بلغت حوالي 27 ألفاً و600 كلم، وعلى ارتفاع يزيد عن 300 كلم، بحسب تقارير متخصصة في الفضاء تراقب الصاروخ منذ الإثنين 3 مايو/أيار.
وكان تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية ذكر أن الصاروخ الصيني الذي يدور الآن حول الأرض دون سيطرة يبلغ وزنه 21 طناً.
من جهته قال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد جوناثان ماكدويل للصحيفة: "أظن أنه بحسب المقاييس الحالية من غير المقبول أن يسمح له بالعودة لدخول (الغلاف الجوي) دون سيطرة".
كما وصف ماكدويل ما فعلته الصين بأنه "ليس جيداً"، وقال إنه في المرة الماضية عندما أُطلق صاروخ "لونغ مارش 5B"، انتهى بهم الأمر بسقوط قضبان كبيرة من المعادن بعدما تطايرت في السماء، وتسببت بإلحاق الأضرار بالعديد من المباني في ساحل العاج.