يخشى خبراء من أن يسقط صاروخ صيني خارج عن نطاق السيطرة به في منطقة مأهولة بالبشر، حيث يدور الآن حول الأرض، منذ أن أطلقته بكين يوم الخميس 29 أبريل/نيسان 2021.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الإثنين 4 مايو/أيار 2021، إن الصاروخ يبلغ وزنه 21 طناً، ويمثل المنصة الرئيسية لصاروخ يحمل اسم "لونغ مارش 5 بي".
وقال موقع "space news" إن الصين أطلقت صاروخها ليدور حول الأرض دون سيطرة، عوضاً عن أن تحدد مسبقاً بقعة لسقوطه في المحيط، كما هي العادة.
أشار الموقع إلى أن حطام الصاروخ قد يسقط في المحيطات، بعد احتراقه في الغلاف الجوي، إلا أنه لا يزال يشكل تهديداً للمناطق المأهولة بالبشر.
من جانبه، قال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، جوناثان ماكدويل: "أظن أنه بحسب المقاييس الحالية من غير المقبول أن يسمح له بالعودة لدخول (الغلاف الجوي) دون سيطرة".
تاريخ متوقع للعودة إلى الأرض
ماكدويل وصف ما فعلته الصين بأنه "ليس جيداً"، وقال في تصريحات نقلتها الصحيفة البريطانية إنه في المرة الماضية عندما أُطلق صاروخ "لونغ مارش 5 بي"، انتهى بهم الأمر بسقوط قضبان كبيرة من المعادن بعدما تطايرت في السماء، وتسببت بإلحاق الأضرار بالعديد من المباني في ساحل العاج.
توقع ماكدويل أن تسقط بعض قطع الصاروخ في المحيطات، التي تغطي نحو 71 من الكوكب الذي نعيشه فيه، وانتقد الصين قائلاً إن الأجسام التي تزيد عن 10 أطنان لا يمكن تركها تسقط دون مراقبة.
ومنذ عام 1990، لم يُرسل أي جسم يزيد وزنه عن 10 أطنان إلى المدار ليعود إلى الأرض وهو خارج عن السيطرة، من المتوقع أن يعود الصاروخ إلى الأرض يوم 10 مايو/أيار الحالي، وسط ترجيحات بوصوله قبل يومين أو بعد يومين من التاريخ المذكور.
كانت منصة الصاروخ تدور حول الأرض كل 90 دقيقة، أمس الإثنين، بسرعة بلغت حوالي 27 ألفاً و600 كلم، وعلى ارتفاع يزيد عن 300 كلم.
من جانبها، أطلقت البحرية الأمريكية على منصة الصاروخ اسم "2021-035B" ويمكن تتبع مسارها مباشرة عبر هذا الرابط.
منذ مطلع الأسبوع، انخفض ارتفاعها 80 كيلومتراً تقريباً، وبحسب Space News فإن بعض الهواة على الأرض لاحظوا أنها فقدت توازنها وخرجت عن السيطرة.
كانت الصين قد أطلقت ما يسمى "الوحدة الرئيسية" التي ستصبح مقر إقامة طاقم من ثلاثة رواد فضاء في محطة فضائية دائمة تنوي استكمالها بحلول نهاية العام المقبل، وانطلقت الوحدة التي يطلق عليها اسم "تيانخه" أي "تناغم السماوات" على متن الصاروخ "لونغ مارش 5 بي"، وهو أكبر الصواريخ الصينية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
هذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حالياً في مدار حول الأرض.
وسائل الإعلام الصينية كانت قد نقلت عن الرئيس شي جين بينغ في كلمة هنَّأ فيها البلاد على هذا الإنجاز قوله إن تيانخه "مشروع رائد مهم في بناء دولة قوية في التكنولوجيا وفي الفضاء".
يعد إطلاق الوحدة تيانخه أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لاستكمال بناء المحطة الفضائية التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومتراً، وتشمل المهام المتبقية إطلاق وحدتين رئيسيتين أخريين وأربع سفن فضائية مأهولة وأربع سفن فضائية لنقل شحنات.
تهدف الصين إلى أن تصبح قوة رئيسية في استكشاف الفضاء بحلول 2030. وقد عززت برنامجها الفضائي بزيارات للقمر وإطلاق مسبار غير مأهول إلى المريخ.