تسببت الجائحة التي ضربت العالم في خراب اجتماعي كبير في الهند، إذ فقد ملايين الشباب وظائفهم، الأمر الذي أدى إلى انتشار موجات الاكتئاب والقلق والصدمات النفسية.
ومع المراحل الأولى من الإغلاق في أعقاب اندلاع جائحة كوفيد-19 في مدينة كشمير، يُعاني معظم الناس المنتمين إلى الطبقات الوسطى والدنيا من خسائر فادحة، أبرزها خسائر نفسية أدت في أغلب الأوقات إلى الانتحار.
بعد انتشار فيروس كورونا في الهند، شأنها شأن باقي الدول، أُغلِقَت المدارس والكليات والجامعات وجميع المعاهد التعليمية، وواجَهَ الطلاب صدمات نفسية، وأصبحوا يستشيرون علماء النفس على الهاتف.
ارتفاع حالات الانتحار
سُجلت حالات كثيرة من العنف الأسري، وزادت القضايا الأسرية أمام المحاكم، وتناقص الدعم الأسري، وأُصيبَ الجميع بالإحباط.
تقول ليلى تقول ليلى ميغون مستشار الصحة العقلية في دلهي لـ"عربي بوست": "صادفنا عدداً من حالات الانتحار خلال إغلاق بسبب انتشار فيروس كوفيد-19، كما أن الكثير من الفتيات والفتيان حاولوا الانتحار بسبب الضغوط الأسرية، وكان معظم المرضى الذين عالجتهم يعانون من مشكلات عائلية، بصرف النظر عن مدمني المخدرات".
انتحر صاحب متجرٍ يبلغ من العمر 25 عاماً، كان يعيش في الجزء الجنوبي من كشمير، خلال المرحلة الأولى من إغلاق كوفيد-19. وروت والدته القصة المؤلمة لابنها، الذي ترك مهنة قيادة السيارات بسبب الإغلاق، وفَتَحَ متجراً في القرية. وفي اليوم الخامس من شهر رمضان، كانت زوجة الشاب حاملاً على بُعد 200 كيلومتر من مكانه.
تقول والدة صاحب المتجر لـ"عربي بوست" إن "ولدها زار مكتب الحكومة المحلية عدة مرات للحصول على تصريح دخولٍ من السلطات، حتى يتمكَّن من زيارة زوجته الحامل. كان يعود كلَّ يومٍ دون نتيجة. وقبل أن ينتحر، لم يكن يتحدَّث كثيراً وظلَّ صامتاً في المنزل".
أيضاً عانت إحدى المريضات اللاتي زارتهن ليلى من خسارةٍ فادحةٍ في العمل، إذ أخذ زوجها قرضاً من البنك، وبسبب الإغلاق كان عليها السداد في الوقت المحدد، وفي وقتٍ لاحق، اضطرت لبيع كلّ ذهبها لتسديد قيمة القرض للبنك. وبعد أن ضغط عليها أهل زوجها، حاولت الانتحار عدة مرات وكانت في حالة صدمة.
وقالت استشارية الصحة النفسية، أثناء حديثها مع ليلى قريشي: "خلال المرحلة الأوَّلية، أرى القضايا الأساسية للمريض وأعمل عليها من خلال تقديم المشورة والتحدُّث إلى أفراد أسرته. لم أجد دواءً قط لهذه الأنواع من المرضى".
انتحار في صفوف الأمن
بسبب الإغلاق، كانت هناك حالات انتحار أيضاً بين قوات الأمن الهندية المنتشرة في وادي كشمير. كانت معظم الحالات لرجالٍ لم يُسمَح لهم بالعودة إلى ديارهم من أجل الزيارة. كانت هناك أيضاً معايير للاتصال من حكومة الهند في كشمير بعد إلغاء المادتين 370 و35-أ.
وبلغة الأرقام أُبلِغَ هذا العام عن أربع حالات مماثلة من جانب القوات شبه العسكرية الهندية، وفي العام السابق كانت هناك 35 حالة انتحار مُسجَّلة.
وتُوفِّيَ أحد رجال الشرطة الاحتياطية المركزية منتحراً بعد أن أطلق على نفسه النار ببندقية خدمته داخل معسكرٍ في منطقة بودغام بوسط كشمير قبل بضعة أيام. وتتضمَّن الحالات فتاةً تبلغ من العمر 17 عاماً انتحرت أيضاً بعد فشلها في امتحانات الصف العاشر في بودغام.
أيضاً هناك فتاةٌ حاولت الانتحار خلال إغلاق كوفيد-19 في كشمير، ولم يُذكَر اسمها لأنه لا ينبغي الكشف عن هويتها، بالإضافة إلى فتاة تبلغ من العمر 27 عاماً، من مدينة سرينغار بإقليم كشمير، تدير مشروعاً صغيراً عبر الإنترنت وبشكلٍ مباشر.