قدم تقرير صادر عن وزارة الدفاع الفرنسية توصية تقضي بالسماح للقوات المسلحة الفرنسية باستخدام ما يُعرف بـ"الأسلحة المستقلة" ذاتية التحكم، وأبرزها "روبوتات قاتلة مستقلة"، تحت شروط صارمة معينة، وذلك خلال مطاردة الأهداف ومواجهتها مباشرة.
جاء التقرير الذي أمرت بإعداده وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، في وقتٍ ثار فيه جدلٌ كبير حول استعانة الجيش الفرنسي في تدريباته القتالية بالروبوت "Spot"، وهو كلب آلي تستخدمه بعض قوات الشرطة الأمريكية.
ضباط متدربون في "مدرسة سان سير العسكرية" الفرنسية استخدموا الروبوتَ، الذي أنتجته شركة Boston Dynamics، لمحاكاة قتال الشوارع، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 3 مايو/أيار 2021.
دول تتمسك بالروبوتات
يأتي ذلك على الرغم من المساعي التي بذلتها أكثر من 30 دولة ومنظمة إغاثة دولية على مدى العقد الماضي، ونضالِها من أجل فرض حظرٍ عالمي على تلك الأسلحة باعتبارها مرفوضة أخلاقياً.
مع ذلك، رفضت القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التخلي عن تطويرها بدعوى أن الصينيين والروس يتسابقون لوضعها في الخدمة، والإرهابيين ليسوا بعيداً عن الركب أيضاً، وقد أقر بالفعل الاعتماد على الطائرات المسيَّرة تحت إشراف بشري.
ودعت اللجنة الفرنسية إلى حظر الأنظمة المستقلة "المبرمَجة بطريقةٍ تستطيع معها تغيير قواعد عملها" في أثناء العمليات والاشتباك. ومع ذلك، قال تقرير اللجنة إن القوات الفرنسية يمكنها استخدام أنظمة قتل "مستقلة جزئياً" لتحديد الأهداف والاشتباك معها تحت إشراف المشغِّلين البشريين، الذين يمكنهم إيقاف تلك الأجهزة.
تبعاً لذلك، يأتي التقرير الفرنسي موافقاً لما جاءت به تصريحات بريطانية أشارت إلى أن الأسلحة المستقلة ينبغي استخدامها، لكن تحت إشراف بشري.
في عام 2018 كان عشرات الباحثين قد حذروا من تطوير روبوت قاتل، أشاروا إلى أنه لا يفرق بين صديق وعدو، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.
وكانت المملكة المتحدة استخدمت نسخة مبكرة من أنظمة الأسلحة المستقلة في ليبيا في عام 2011. فقد أطلقت مقاتلات "تورنادو" Tornado وقتها صواريخ "بريمستون" البريطانية Brimstone، التي تعتمد آلية "أطلق واِنْسَ" التي يُطلق فيها الصاروخ دون حاجة إلى تعيين هدفه بدقة، فيما يعتمد على المستشعرات البصرية والحرارية الصادرة عن الهدف للتتبع والإصابة، واستخدمتها لاستهداف مركبات عسكرية.
مع ذلك، يقول خبراء إن التمييز بين التحكم الذاتي الجزئي والكامل قد يصبح أمراً ملتبساً في خضم العمليات القتالية والمعارك. ومن ثم، يمكن للطائرات بلا طيار المسلَّحة أن تعمد إلى إطلاق النار على الأهداف دون انتظار أوامر من المشغِّل. ويزيد على ذلك أنه يجري بالفعل تطوير دبابات وسفن روبوتية بحرية.