أعربت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، الإثنين 3 مايو/أيار 2021، عن ارتياح بلادها لوجود تنسيق بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة بشأن إيجاد حل لأزمة سد النهضة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية، عن المهدي، عقب لقائها رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيلسي سيدي (الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي)، بالعاصمة كينشاسا، في ختام جولة إفريقية.
جولة سودانية
تلك الجولة بدأتها المهدي، الخميس، وشملت كينيا ورواندا وأوغندا، لشرح موقف السودان من سد النهضة. وقالت المهدي إن "رئيس الكونغو الديمقراطية أبدى تفهماً تاماً لموقف السودان وضرورة أن يتم اتفاق سريع قبل عملية الملء الثاني للسد (يوليو/تموز 2021)، وأن يكون الاتفاق قانونياً ملزماً".
أضافت: "الرئيس فيليكس أبلغني أنه سيقوم بجولة قريباً تشمل السودان ومصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، وأن هناك تنسيقاً يتم بينه بوصفه رئيساً للاتحاد الإفريقي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، بغية إيجاد حل لموضوع السد"، دون تفاصيل.
ارتياح سوداني
عبّرت الوزيرة السودانية، بحسب الوكالة الرسمية، عن ارتياحها لهذا المسعى، حيث إنه يصب في الاتجاه ذاته الذي ظل السودان يدعو إليه، وهو ضرورة إشراك العالم رغم إيمانه بضرورة حل المشكلات الإفريقية إفريقيّاً.
في حين تصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.
فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.
اتصالات مكثفة
من جانبه قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، في تصريحات صحفية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن غوتيريش يواصل "إجراء اتصالاته مع كافة الأطراف المعنية بسد النهضة، ومن ضمنها الاتحاد الإفريقي؛ في محاولة لدعم الحوار وتخفيف حدة التوتر".
في المقابل لم يكشف المتحدث طبيعة تلك الاتصالات، إلا أنه جدد تأكيد "دعم الأمين العام لجهود الاتحاد الإفريقي، التي يعتبرها في غاية الأهمية للتوصل إلى حل".
في السياق ذاته قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الإثنين، إن الملء الثاني لـ"سد النهضة" الإثيوبي يشكل قضية أمن قومي لبلادها. وأكدت ثقة بلادها بقيادة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقي، و"التعامل بجدية ومسؤولية مع ملف سد النهضة ورعاية المفاوضات حوله".
وأضافت أن "السودان يعطي موضوع الملء الثاني للسد أقصى درجات الاهتمام، باعتباره قضية أمن قومي تؤثر على حياة ملايين السودانيين على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيسي".
وشددت على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) بشأن ملء وتشغيل السد، قبل يوليو/تموز المقبل.
فيما أعرب الرئيس الكونغولي، خلال اللقاء، عن "تفهمه لموقف السودان ومطالبه الواضحة"، وأضاف أنه سيبذل قصارى جهده "في سبيل إيجاد حل للأزمة، يخاطب مصالح ومخاوف كل الأطراف، وبما يحقق أمن واستقرار المنطقة".