أعلن وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، الأحد 2 مايو/أيار 2021، عن تحديد هويات المتورطين في تهريب المخدرات للسعودية، دون الكشف عن أسمائهم، رافضاً اتهام "حزب الله" قبل انتهاء التحقيقات.
كانت الرياض قد علّقت، في 25 أبريل/نيسان الماضي، دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها، بسبب استغلالها في تهريب مواد مخدرة للمملكة، فيما قال السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، في تغريدة آنذاك، إن بلاده "ضبطت أكثر من 600 مليون حبة مخدرة من لبنان خلال 6 سنوات".
الوزير فهمي، وفي تصريحات لقناة "mtv" المحلية، قال إنه "تم الكشف عن المتورطين في عملية تهريب حبوب الكبتاجون (للسعودية)"، مشيراً إلى أن التحقيق في تهريب الشحنة في خواتيمه، قائلاً إنه "تم ضبط أخوين متورطين بالقضية"، دون مزيد من التفاصيل.
كذلك تعهّد فهمي بأن "الدولة اللبنانية ستتّخذ الإجراءات اللازمة بحقّ المتورّطين بهذا الملفّ"، ورفض تأكيد تورّط "حزب الله"، مطالباً بالانتظار للانتهاء من التحقيق.
سبق أن وجهت دول أخرى اتهامات لـ"حزب الله" وداعميه بتمويل شبكات تنشط في إنتاج وتهريب المخدرات، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
أضاف فهمي أن "التواصل لم ينقطع مع السعودية، ويجب ألا نستجدي دائماً بالوضع الاقتصادي الصعب لرفع الحظر عن المنتجات اللبنانية، بل يجب أن نعمل يداً بيد مع كل المواطنين (…) ونبرهن لكل دول العالم أننا جادون وحازمون من الآن وصاعداً في هذا الموضوع".
واعتبر الوزير أنه "لا يمكن لأي دولة أن تضبط حدودها مئة بالمئة، ولكن بدأنا بمتابعة الموضوع وسنفعل ضبط الحدود (…) وستتم محاسبة أي مسؤول عن أي فساد أو تهريب".
أزمات تواجه لبنان
جاء القرار السعودي بينما يواجه لبنان بالفعل أزمةً مالية محتدمة، تُمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، وقال عباس مرتضى، وزير الزراعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال لوكالة رويترز، إن الحظر السعودي خسارة كبيرة، وإن قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنوياً.
كانت وكالة الأنباء السعودية قد قالت إن المملكة قرّرت منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إليها، أو العبور من خلال أراضيها، لحين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدها.
كذلك كانت السلطات اليونانية قد تمكنت بمساعدة المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية من ضبط شحنة حشيش وزنها 4.3 طن، كانت مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا.
وتُفاقم الخطوة السعودية أزمات لبنان الاقتصادية، الذي يشهد شحاً غير مسبوق في وفرة النقد الأجنبي، ما أدى إلى هبوط كبير في سعر الليرة أمام الدولار طوال الفترة الماضية.