قال مسؤول إيراني، الأحد 2 مايو/أيار 2021، إن طهران قد اتفقت على تبادل سجناء مع واشنطن ولندن، وكذلك الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة، وهو ما نفاه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بعد دقائق من الإعلان الإيراني.
ونقل التلفزيون الإيراني عن المسؤول قوله إن طهران ستفرج عن أربعة أمريكيين متهمين بالتجسس مقابل الإفراج عن أربعة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة وتسديد سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
كما أكد المسؤول كذلك أنه سيتم الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف، مديرة البرامج في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، بعد تسديد دين عسكري مستحق لإيران لدى بريطانيا.
حيث قال: "تم كذلك وضع اللمسات الأخيرة على الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف مقابل أن تدفع المملكة المتحدة لإيران دينها البالغ 400 مليون جنيه إسترليني".
وتحمل راتكليف الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، وقد اعتقلتها طهران بتهمة التجسس.
وفي أول تعليق من واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن التقارير عن اتفاق تبادل سجناء مع إيران غير صحيحة.
وأضاف: "كما قلنا، نثير دائماً قضايا الأمريكيين المحتجزين أو المفقودين في إيران. لن نتوقف حتى نتمكن من لمّ شملهم مع عائلاتهم".
المفاوضات في فيينا
يأتي ذلك في الوقت الذي تسير فيه عجلة المفاوضات في فيينا بين طهران والدول الخمس الكبرى، حيث نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، السبت عن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية، قوله إن طهران تتوقع رفع العقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والبنوك وغيرهما من القطاعات وعن معظم الأفراد والمؤسسات.
وقال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني الذي يشمل النفط والغاز، أو تلك (العقوبات المفروضة) على صناعة السيارات والمالية والمصارف والموانئ، ينبغي رفعها كلها بناءً على الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها.
كان محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إن محادثات فيينا حول الاتفاق النووي تمر بصعوبة، إلا أن هناك خطوات جيدة اتخذت أيضاً. وأضاف في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن التقدم الذي حصل في محادثات فيينا باعث للأمل.
أوضح أنهم يتابعون "ما هو في مصلحة البلاد بما يتماشى مع الأسس" الإيرانية، مردفاً: "ويبدو أنه تم اتخاذ خطوات أساسية للغاية في هذا الصدد والاتفاق على أجزاء مهمة حتى الآن".
كما أعرب عن أملهم في رفع العقوبات الأمريكية بأسرع وقت ممكن، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لا يستعجلون صدور نتائج إيجابية عن محادثات فيينا.
أفاد واعظي بأن "المتطرفين داخل الولايات المتحدة، وكذلك الكيان الصهيوني يسعون إلى إفشال هذه المحادثات، كما أن بعض دول المنطقة تسعى وراء ذلك أيضاً، ولكن المهم هو أن نعتني بالعمل على إثمارها عاجلاً".
إحياء الاتفاق النووي
في حين انطلقت مؤخراً بفيينا مفاوضات لإحياء "الاتفاق النووي" بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه، عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران.
حيث يستأنف دبلوماسيون رفيعو المستوى من الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا، المحادثات الخاصة بالملف النووي الإيراني في فيينا، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق الموقع عام 2015.
وبحسب الوكالة، لن يكون للولايات المتحدة ممثل في اجتماع الدبلوماسيين، بسبب انسحاب الرئيس السابق، دونالد ترامب، من جانب واحد من الاتفاق عام 2018، وفرضه عقوبات على إيران مرة أخرى.
من جانبه، يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الانضمام إلى الاتفاق مرة أخرى، ويشارك وفد أمريكي بفيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران، حيث يعمل دبلوماسيون من القوى العالمية الأخرى كوسطاء.
يُذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أفادت بأن إدارة بايدن "منفتحة لتخفيف بعض العقوبات ضد العناصر الأساسية في الاقتصاد الإيراني، وضمن ذلك النفط والتمويل، في محاولة لدفع محادثات فيينا، وتضييق الخلافات في المحادثات النووية الجارية".