سلالة كورونا الهندية تثير قلق الغرب.. بريطانيا تحذر من سرعة انتشارها، وفرنسا تدعو لعدم الاستهانة بها

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/30 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/30 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
كورونا يفتك بالهند والبلاد تسجل أرقاماً قياسية بأعداد المصابين والموتى - رويترز

ارتفع إجمالي حالات الإصابة بسلالة كورونا المكتشفة في الهند إلى 400 حالة في بريطانيا، ما دفع خبراء بريطانيين للتحذير من أن السلالة الهندية قد تصبح ثاني أكثر نسخة من الفيروس انتشاراً في المملكة المتحدة في غضون أسابيع، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 29 أبريل/نيسان 2021.

لكن هيئة الصحة العامة في إنجلترا قالت، الخميس 29 أبريل/نيسان، إنه "لا يوجد دليلٌ على انتشارٍ واسعٍ للعدوى في المجتمع، أو أن هذه السلالات تسبِّب مرضاً أخطر، أو تجعل اللقاحات المنتشرة حالياً أقل فاعلية". 

إذ غرقت الهند في أزمةٍ صحية بسبب زيادة الحالات، جزئياً بسبب السلالة الجديدة. واكتُشِفَت سلالة B1617 لأول مرة في الهند، وهي "سلالة قيد التحقيق" في المملكة المتحدة أثارت مخاوف؛ لأنها تحتوي على طفرتي "هروب" قد تساعد الفيروس على تجنُّب الاستجابة المناعية للجسم. 

السلالة الهندية تنتشر بسرعة

علماء بريطانيون قالوا إنه من المقلق أن الحالات المُكتَشَفة في المملكة المتحدة تتزايد بسرعة على ما يبدو رغم أن إنجلترا لا تزال تخضع لقيود التباعد الاجتماعي. 

بينما وُضِعَت الهند على "القائمة الحمراء" للسفر إلى إنجلترا اعتباراً من 23 أبريل/نيسان، إذ قُيِّدَ وصول المواطنين والمقيمين الذي يتعيَّن عليهم الخضوع للحجر الصحي في الفنادق المُخصَّصة لذلك. 

فيما سُجِّلَت 61 حالة مؤكَّدة إضافية للسلالة الجديدة في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي حتى 28 أبريل/نيسان، ليصل الإجمالي إلى 193 حالة، وفقاً لبيانات هيئة الصحة العامة. 

كما أفادت هيئة الصحة العامة بأن هناك 202 حالة لسلالةٍ وثيقة الصلة تُسمَّى B16172 -وتفتقر إلى إحدى طفرتيّ الهروب- وخمس حالات من السلالة B16173، والتي ترتبط أيضاً بالسلالة الهندية ارتباطاً وثيقاً. وأُبلِغَ عن هذه السلالات لأول مرة أمس الخميس، وصُنِّفَت كلٌّ منها على أنها "سلالة قيد التحقيق". 

الوضع مقلق في بريطانيا

لوحِظَ ارتفاعٌ في بيانات مجمع دراسات الجينوم الخاص بفيروس كورونا التي تتعلَّق بالعيِّنات، وقد تحتوي على نسخٍ مُكرَّرة من الفيروس. وفي حين جُمِعَت عيِّنتان في المملكة المتحدة تحتويان على شكلٍ من أشكال السلالة الهندية من الفيروس في فبراير/شباط، فقد وصل المجموع الآن إلى 482. 

إذ قالت البروفيسورة كريستينا باجل، مديرة وحدة البحوث التشغيلية السريرية في جامعة كوليدج لندن، إن الوضع مُقلِق. 

كما أوضحت باجل أن أحد البيانات حول سلالة B1617 مثير للقلق بالتأكيد، فهي في طريقها سريعاً لتصبح أكثر السلالات التي اكتُشِفَت شيوعاً بخلاف السلالة Kent السائدة في غضون أسابيع قليلة فقط. 

نقص الأوكسجين يخنق مرضى كورونا في الهند/رويترز
نقص الأوكسجين يخنق مرضى كورونا في الهند/رويترز

كشف تحليلها الخاص، المستند إلى بيانات مجمع دراسات الجينوم الخاص بكوفيد-19 في المملكة المتحدة، أنه في حين أن 16 عيِّنة جُمِعَت في إنجلترا في الأسبوع المنتهي في 20 مارس/آذار تحتوي على سلالة B1617 أو أقربائها، ارتفع هذا العدد إلى 179 عيِّنة جُمِعَت في الأسبوع المنتهي في 17 أبريل/نيسان. 

قالت باجل إنه من المهم تحديد ما إذا كانت الإصابات بسلالات الهند القادمة من الخارج مُمَثَّلة بإسهابٍ في البيانات. 

بينما حذَّر بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنغليا البريطانية، من أن هناك حاجةً إلى مزيدٍ من المعلومات، بما في ذلك البيانات حول مدى شدة المرض مقارنةً بالسلالات السابقة في كلٍّ من الأفراد المُحصَّنين وغير المُحصَّنين. لكنه وافق على أن السلالات الهندية قد تصبح تحدياً كبيراً أمام المملكة المتحدة. 

فرنا تدعو لعدم الاستهانة

من جهته، قال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، الجمعة 30 أبريل/نيسان، إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت لقاحات فيروس كورونا المتاحة فعالة ضد سلالة كورونا الهندية.

أضاف فيران، لراديو "فرانس إنفو"، وفقاً لما ذكره موقع روسيا اليوم، أنه "يجب عدم الاستهانة بخطر هذه السلالة".

يأتي ذلك بعد أن قالت وزارة الصحة الفرنسية، في بيان، الخميس، إن فرنسا اكتشفت أول ثلاث حالات إصابة بفيروس "B.1.617" من فيروس كورونا الجديد، الموجود حالياً في الهند.

150 مليون إصابة بكورونا

من جهة أخرى، أُحصيت أكثر من 150 مليون إصابة بفيروس كورونا في كافة أنحاء العالم بينما تقف الهند والبرازيل حالياً على المواجهة مع وباء كورونا الذي تأمل أوروبا في القضاء عليه بحلول الصيف.

لكن في وقت تبدأ فيه دول أوروبية عدة على غرار فرنسا والبرتغال، التخطيط للعودة إلى "حياة ما قبل" أزمة الوباء، تشدد دول أخرى في المقابل قيودها. ويدخل إغلاق تام حيّز التنفيذ، الجمعة، في تركيا التي تواجه تفشياً جديداً للوباء.

فقد أعلن رسمياً عن أكثر من 150 مليون إصابة في العالم منذ اكتشاف الفيروس في الصين في كانون الأول/ديسمبر 2019، بما في ذلك ستة ملايين إصابة سجلت خلال أسبوع واحد، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية الجمعة. وهذه الطفرة ناجمة خصوصاً عن تفاقم انتشار الفيروس في الهند، حيث أصيب 2,5 مليون شخص بالفيروس في الأيام السبعة الماضية.

فيما يتسبب الوباء، الذي لا يزال بعيداً عن التراجع في العالم، بـ821 ألف إصابة جديدة في اليوم، في عدد ارتفع أكثر من الضعف منذ منتصف شباط/فبراير، حين كانت تُسجّل 350 ألف إصابة يومياً.

مساعدات عالمية لاحتواء الوضع بالهند

في وقت تعاني فيه مستشفيات الهند المكتظة من نقص في الأسرّة والأدوية والأوكسجين، أعلنت البلاد، الجمعة، تسجيل 385 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في عدد قياسي عالمي، وقرابة 3500 وفاة.

بدأت المساعدة الدولية التي أعلنت عنها دول عدة بالوصول إلى العملاق الآسيوي الذي يعدّ 1,3 مليار نسمة. وحطّت طائرة الشحن العسكرية "سوبر غالاكسي" التي تحتوي على أكثر من 400 قارورة أوكسجين بالإضافة إلى معدّات استشفائية أخرى وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بكوفيد-19، في مطار نيودلهي الدولي، بينما تكافح العاصمة الهندية أزمة صحية غير مسبوقة.

كما تعهّدت أكثر من أربعين دولة بإرسال مساعدات طبية حيوية إلى الهند، ويُرتقب وصول إمدادات من دول عدة في الأيام المقبلة.

يقول يادو سينغ وهو طبيب قلب في أستراليا: "فقدتُ ثلاثة أفراد من محيطي". ويتابع: "لا يمكن أن أعالج الناس وأنا موجود في أستراليا"، مضيفاً: "بدون رؤيتهم، يمكنني فقط إرشادهم ومساعدتهم ومنحهم الأمل".

تحميل المزيد