اعتذرت إحدى الجامعات الأمريكية عن الاحتفاظ بعظام طفل أسود قتلته الشرطة لاستخدامها في أبحاثها، واستخدمتها أيضاً لاحقاً بوصفها "دراسة حالة" في دورة أنثروبولوجيا الطب الشرعي عبر الإنترنت.
البقايا المادية لأحد الأطفال الذين قُتِلوا في تفجير منظمة تحرير السود (Move) في فيلادلفيا، في مايو/أيار 1985، كانت موجودة في المجموعات الأنثروبولوجية بجامعتي بنسلفانيا وبرينستون على مدار الأعوام الـ36 الماضية، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
عنصرية تثير الغضب في أمريكا
فيما حرصت المؤسسات بشدة على الحفاظ على الرُّفات المحترقة، ونشرتها منذ عام 2019 لأغراض التدريس، دون إذن من الوالدين الحيين. ولم تتأكد هوية البقايا، لكن من المؤكد أنها تنتمي إلى فتيات الحركة الأكبر سناً، اللائي توفين في الهجوم -تري أفريكا البالغة من العمر 14 عاماً، وديليشا أفريكا التي كانت تبلغ من العمر 12 عاماً- فيما يتخذ جميع أعضاء منظمة تحرير السود الاسم الأخير "أفريكا" للدلالة على التزامهم الجماعي بهدف تأسيس المنظمة، واعتذر رؤساء جامعة بنسلفانيا ومتحفها في بيان أُرسِل إلى الكلية.
وجاء في البيان، الذي صدر عن العميد ويندل بريتشيت، ومدير متحف جامعة بنسلفانيا للآثار والأنثروبولوجيا كريستوفر وودز: "تعتذر جامعة بنسلفانيا ومتحفها لعائلة أفريكا وأفراد مجتمعنا للسماح باستخدام الرُّفات البشرية المُسترَدَّة من منزل منظمة تحرير السود في البحث والتدريس، وللاحتفاظ بالرُّفات لفترة طويلة جداً".
كما أضاف البيان: "لقد وعد المتحف بإعادة تقييم ممارساتنا في جمع الرفات البشرية وإدارتها وعرضها وإجراء بحوث عليها، ونحن ملتزمون بهذا الوعد. ومع ذلك يتضح الآن أنَّ إعادة التقييم هذه يجب أن تشمل أيضاً كيفية استخدام الرفات البشرية في التدريس، بالإضافة إلى مراجعة شاملة للمقتنيات وممارسات التجميع الخاصة بقسم الأنثروبولوجيا الفيزيائية".
ويأتي الكشف عن حيازة العظام واستخدام الجامعة لها في الوقت الذي تستعد فيه ولاية فيلادلفيا لإحيائها رسمياً ذكرى التفجير للمرة الأولى، بعد اعتذار رسمي صدر العام الماضي.
وحصل عالم أنثروبولوجيا في ولاية بنسلفانيا على الرُّفات بعدما طُلِب منه تقديم مشورة متخصصة إلى مكتب الفحص الطبي في فيلادلفيا، في محاولة لتحديد البقايا، ثم احتفظ الأكاديمي العظام، وفي عام 2001 أخذها معه عندما انتقل إلى برينستون.
وأثار الكشف عن حيازة الجامعة ومتحفها لهذه الرُّفات غضباً، لاسيما في سياق تصفية الحسابات العنصرية التي تنتشر حالياً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، في أعقاب مقتل جورج فلويد في مينيابوليس، العام الماضي، على يد ضابط شرطة أبيض.
وفي بيانها، أقرّ مسؤولو جامعة بنسلفانيا بالضرر العاطفي الذي تسبب فيه تعاملها مع الرفات، وقالت: "يجب أن نضع في اعتبارنا باستمرار حقيقة أنَّ الرفات البشرية كانت ذات يوم بشراً على قيد الحياة، ويجب أن نسعى دائماً لمعاملتهم بالكرامة والاحترام الذي يستحقونه".
واشنطن تتوعد بمحاربة العنصرية
ويشار إلى أن الرئيس بايدن قال في مناسبات عديدة إنه سيعمل على محاربة العنصرية، مشيراً إلى أن أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض يشكلون خطراً على المجتمع، وتشكل حركتهم أكبر تهديد إرهابي داخل الولايات المتحدة.
الرئيس الأمريكي بايدن وصف في لقاء عام في ميلووكي بولاية ويسكونسن، أنصار تفوق العرق الأبيض وأعضاء منظمة "كو كلوكس كلان" اليمينية المتطرفة العنصرية بأنهم "أخطر الناس في أمريكا"، قائلاً: "هذا هو أكبر تهديد إرهابي محلي في أمريكا".
كما تعهد بايدن بأنه سيحرص على أن تُولي وزارة العدل في أمريكا اهتماماً كبيراً "لهؤلاء الناس" بالذات، وتركز على مكافحة حركة أنصار التفوق الأبيض، داعياً إلى دراسة انتشار هذه الحركة ضمن فئات معينة من السكان، بما في ذلك الهيئات الأمنية. وأضاف بايدن، في إشارة منه للعنصريين البيض: "هذه لعنة تواجهنا، لقد كانوا كذلك دائماً، لكنهم في الواقع مجانين، ويشكلون خطراً".