أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في منشور عبر تطبيق إنستغرام، الأربعاء 28 أبريل/نيسان 2021، أسفه لتحول تصريحاته المسربة إلى "اقتتال داخلي" في إيران، بعد انتشار تسجيل صوتي تحدث فيه عن دور العسكر في الدبلوماسية وأثار جدلاً واسعاً في طهران.
فقد أثار التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات، والذي نُشر للمرة الأولى، يوم الأحد 25 أبريل/نيسان، في وسائل إعلام خارج إيران، جدلاً في البلاد، إذ يتحدث فيه ظريف عن قضايا عدة، من أبرزها الدور الواسع لسليماني، في السياسة الخارجية الإيرانية.
ظريف يوضح علاقته بسليماني
في حين أكد ظريف طبيعة العلاقة الوثيقة التي جمعته باللواء الراحل قاسم سليماني، أحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية، شدد على أن الفكرة الأساسية من حديثه كانت تقديره وجود حاجة إلى "تعديل ذكي" في العلاقة بين الميدان العسكري والدبلوماسية في إيران.
إذ كتب ظريف: "آسف بشدة كيف أن حديثاً نظرياً عن الحاجة إلى توازن بين الدبلوماسية والميدان، من أجل أن يستخدم من قبل رجال الدولة المقبلين عبر الاستفادة من الخبرة القيمة للأعوام الثمانية الماضية، تحول إلى اقتتال داخلي".
كما أبدى أسفه لأن تقييمه لبعض المسارات الإجرائية "تم تأطيره على أنه انتقاد شخصي".
أرفق ظريف المنشور، عبر حسابه الموثق، بشريط مصور لزيارة قام بها هذا الأسبوع إلى موقع اغتيال سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، والذي قضى بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في كانون الثاني/يناير 2020.
ويتحدث عن مصالح إيران العليا
شدد الوزير، الذي يتولى منصبه منذ عام 2013، على أنه حظي "بشرف صداقة عميقة وتعاون مع الحاج قاسم لأكثر من عقدين من الزمن، وعلاقاتنا الشخصية والمهنية لم تخفت حتى استشهاده، لكنها تعمقت دائماً"، مؤكداً أنه دائماً ما أشاد بـ"صلابة، وإنسانية، والبحث عن السلام، وشجاعة الشهيد سليماني" في تصريحاته داخل إيران وخارجها.
كما اعتبر ظريف أن الدبلوماسية والميدان العسكري يمثلان "جناحي قوة" للجمهورية الإسلامية.
فيما أوضح أن "الفكرة الأساسية" التي تحدث عنها في التسجيل كانت التركيز على "الحاجة إلى تعديل ذكي في العلاقة بين هذين الجناحين وتحديد الأولويات ضمن الهيئات القانونية وتحت الإشراف العظيم للقائد الأعلى"، في إشارة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
ظريف أكد أيضاً أن "حماية مصالح البلاد وشعب إيران المقاوم، الصبور، الباسل هي عهد سألتزم به حتى اللحظة الأخيرة"، مشدداً على أنه دائماً ما اتبع "السياسات المقررة للبلاد ودافعت عنها بقوة".
بعد تدخل الرئيس روحاني
كان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أعلن، الثلاثاء، أن الرئيس حسن روحاني طلب التحقيق في "مؤامرة" تسريب تسجيل ظريف.
يتحدث ظريف في التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات ونشرته الأحد وسائل إعلام خارج إيران، إلى دور وازن في السياسة الخارجية أداه خصوصاً سليماني.
بينما أثار التسجيل الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس المعتدل روحاني.
كما تطرق ظريف لمسائل، من أبرزها دور سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية، وأن "الميدان" حظي بأولوية على حساب الدبلوماسية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
فيما أكد المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده، الإثنين 26 أبريل/نيسان، أن التسجيل مقتطع من حوار لسبع ساعات غير مخصص للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" للوزير.