قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، إنه لا يتوقع أن يؤثر بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن بخصوص مذابح الأرمن عام 1915، سلباً على العلاقات العسكرية مع تركيا، وذلك خلال رد له عن سؤال حول العلاقات العسكرية بين البلدين في ظل التصعيد الأخير، خلال ندوة صحفية بمنبى البنتاغون.
والسبت 24 أبريل/ نيسان، وصف بايدن، أحداث 1915 بـ"الإبادة" ضد الأرمن، في مخالفة للتقاليد الراسخة لأسلافه من رؤساء الولايات المتحدة في الامتناع عن استخدام المصطلح، وهو الأمر الذي رفضته أنقرة.
موقف البنتاغون
ردا على سؤال هل من المتوقع أن تتراجع الشراكة العسكرية مع أنقرة، عقب وصف بايدن المثير للجدل لأحداث 1915 بـ"الإبادة الجماعية"، قال كيربي: "لا نتوقع أن تشهد العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا أي شكل من أشكال التراجع".
كما أضاف: "تركيا دولة مهمة في المنطقة وذات ثقل سياسي كبير، بالإضافة إلى أنها حليف مهم للولايات المتحدة وعضو فعال في حلف الناتو".
المتحدث نفسه، أوضح أن بلاده حريصة على العمل مع أنقرة عن كثب في الكثير من الملفات المهمة على الساحة الدولية، وعلى رأسها محاربة وجود تنظيم داعش والجماعات الإرهابية في سوريا.
تركيا ترفض خطوة بايدن
فقد أكدت وزارة الخارجية التركية، أن بايدن لا يملك الحق القانوني في الحكم على المسائل التاريخية، وتصريحاته عن "الإبادة" المزعومة للأرمن لا قيمة لها.
كما تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين.
وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.
أردوغان ينتقد بايدن
الإثنين أيضا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن نظيره الأمريكي جو بايدن رضخ لضغوطات الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا، عبر وصف أحداث 1915 بـ"الإبادة الجماعية" بحق الأرمن.
جاء ذلك، الإثنين، في مؤتمر صحفي عقده أردوغان عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
قال أردوغان إن "بايدن استخدم عبارات غير مُحقة لا أساس لها وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن". وأضاف: "نعتقد أن الوصف الذي استخدمه بايدن جاء نتيجة لضغوط الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا".
وأكد الرئيس التركي أنه يجب ترك مهمة تقصِّي الأحداث التاريخية وكشف الحقائق، للمؤرخين وليس الساسة، مضيفاً: "إذا كنتم تتحدثون عن إبادة جماعية فيتعين عليكم النظر إلى المرآة ومحاسبة أنفسكم".