بعد 32 عاماً من العيش بمفرده في جزيرة بوديلي بإيطاليا، استسلم ماورو موراندي (81 عاماً)، المعروف باسم روبنسون كروزو الإيطالي، أخيراً، لضغوط السلطات عليه للمغادرة، وسينتقل إلى شقة صغيرة بعد أن واجه صعوبات في البحر، وقد تمثلت هذه الضغوطات في تهديدات صريحة من السلطات بإخلاء الجزيرة.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، فإن موراندي قال إنه قرر المغادرة في نهاية الشهر الحالي، بعد عدة تهديدات بالإخلاء من سلطات حديقة لا مادالينا الوطنية، التي كانت تدير جزيرة بوديلي منذ عام 2016 وتريد استعادة منزله وتحويل الجزيرة إلى ما وُصف بأنه مركز للتعليم البيئي.
كيف وصل موراندي لهذه الجزيرة؟
كان قد تعثر في طريقه ووصل به الرحال إلى جزيرة بوديلي، وهي جزيرة قبالة جزيرة سردينيا تشتهر بشاطئها الوردي، في عام 1989 بعد تعطل قاربه وهو في طريقه إلى جنوب المحيط الهادئ.
في تغيير مصيري، اكتشف موراندي أن القائم بأعمال الجزيرة على وشك التقاعد، لذلك تخلى عن رحلة الإبحار، وباع قاربه وتولى الدور.
منذ ذلك الحين، تعرَّف موراندي على كل أنواع الصخور والأشجار والحيوانات في الجزيرة الوعرة.
"لقد تخليتُ عن القتال"
هو الوصف الذي استعمله هذا الرجل من أجل التعبير عن قراره، ويقول بهذا الخصوص: "بعد 32 عاماً هنا، أشعر بالحزن الشديد للمغادرة، قالوا لي إنهم بحاجة إلى القيام بعمل في منزلي ويبدو أن الأمر حقيقي هذه المرة".
في الجهة المقابلة، زعمت سلطات المتنزه الوطني أن موراندي أجرى تغييرات على المبنى دون الحصول على التصاريح المطلوبة.
يحكي موراندي، وهو في الأصل من مدينة مودينا في وسط إيطاليا، إنه سينتقل إلى شقة صغيرة بجزيرة لا مادالينا القريبة، وهي أكبر جزيرة في الأرخبيل.
وأضاف: "سأعيش في ضواحي البلدة الرئيسية، لذا يمكنني الذهاب إلى هناك للتسوق وأحتفظ ببقية الوقت لنفسي. حياتي لن تتغير كثيراً، سأظل أرى البحر".
حارس الجزيرة الأمين
لسنوات، حرس موراندي الجزيرة دون مشاكل، فنظَّف طرقها، وحافظ على شواطئها نقية ونقل معرفته بنظامها البيئي إلى رواد الصيف.
لكن دوره تعرَّض للتهديد عندما أفلست الشركة الخاصة التي كانت تملك الجزيرة. وأُحبطت خطط لبيعها في عام 2013 إلى مايكل هارت، وهو رجل أعمال من نيوزيلندا تعهد بالإبقاء على موراندي في تصريف الأعمال، وسط احتجاجات وتدخُّل من الحكومة الإيطالية. وفي عام 2016، حكم قاضٍ من جزيرة سردينيا بإعادة الجزيرة إلى أيدي القطاع العام.
في السنوات الأخيرة، جمعت العديد من العرائض آلاف التوقيعات لدعم إبقاء موراندي بالجزيرة. وأعرب العديد من أنصاره عن خيبة أملهم وغضبهم، في صفحته على فيسبوك يوم الأحد 25 أبريل/نيسان.
إذ كتبت كارميلا مانجانو: "لا توجد كلمات… الآن سيبدأ تدمير الجنة"، فيما قالت ميريلا ديلا فيكيا: "لا أستطيع تخيُّل بوديلي دون حماية ماورو.. يجب أن تحارب!". وحث سالفاتور سيتشي سكان الجزر الأخرى في مجموعة لا مادالينا على "التمرد على هذا الظلم".