قالت وزيرة السياحة الإسبانية رييس ماروتو، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، إنها تلقت بالبريد سكيناً مغطى ببقع حمراء اللون بعد أيام من تلقي مسؤولين أمنيين كبار وزعيم حزب يساري تهديدات بالقتل، وهي الرسالة التي اعتبرتها "تهديداً صريحاً لها"، كما أنها لم تخفِ "قلقها من هذا الأمر الخطير".
يأتي الحادث بعد أن تلقى وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا وزعيم يونيداس بوديموس بابلو إغليسياس ورئيس الحرس المدني ماريا جاميز طروداً، الأسبوع الماضي، تحتوي على تهديدات وطلقات رصاص.
"الأمر خطير"
إذ نشرت الوزارة صورة تُظهر سكيناً صغيراً قابلاً للطي بمقبض خشبي وعلى نصله سلسلة بقع حمراء اللون.
وقالت ماروتو، وهي اشتراكية عملت من قبلُ وزيرة للصناعة ووزيرة للتجارة ثم وزيرة للسياحة منذ 2018: "الأمر خطير… يجب أن نشعر بقلق، لأنني لست شخصاً مثيراً للجدل".
كما أضافت للصحفيين أمام مقر البرلمان: "(إنه) يعطينا قوة أكبر للدفاع عن الديمقراطية… الكراهية والتهديدات لن تخرسنا".
الوزيرة أكدت أيضاً، أن الشرطة تحقق في أمر الطرد الذي وصل للوزارة يوم الجمعة وعليه عنوان يمكن رده له.
من جهته، كتب رئيس الوزراء بيدرو سانشيث، على تويتر: "كفى! لن نسمح بها. لن ندع الكراهية تحل محل التعايش في إسبانيا".
وانضم سانشيث لأصوات من مختلف الطيف السياسي في إسبانيا، من ضمنها حزب فوكس اليميني المتطرف، في إدانة التهديدات.
تم التعرف على الجاني
فقد تعرفت الشرطة الإسبانية بالفعل على الشخص الذي أرسل هذا الطرد، كما حددت مكانه، وفق ما ذكرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية.
وفق الصحيفة نفسها، فإن المشتبه به من سكان منطقة El Escorial، الواقعة شمال العاصمة الإسبانية، وتم تشخيص إصابته بالفصام وفقاً لمصادر الشرطة.
وقد تعرفت الشرطة الإسبانية بشكل سريع على المشتبه به، لأنه كتب اسمه وعنوانه على الظرف باعتباره المرسل.
بينما يبقى الأمر المحير، هو أن التحقيق الأولي الذي أجرته الشرطة أكد عدم وجود صلة بين هذه الحادثة وتلك التي وقعت الأسبوع الماضي.
جدل واسع في البلاد
يوم الجمعة الماضي، تم قطع مناظرة سابقة للانتخابات في محطة إذاعة Cadena SER بعد أن رفض زعيم سياسي مرشحٌ المشاركة، بسبب اتهامات من مرشح Vox، روسيو موناستيريو، بأن رسالة التهديد التي تلقاها لم تكن حقيقية، وأن السياسي اليميني المتطرف دبر هذه الهجمات.
بينما أكدت وزارة الداخلية، يوم الإثنين، أنها فتحت تحقيقاً في الطرد الذي أرسل إلى ماروتو.
كما أفادت مصادر الشرطة بأن السكين ذا النصل القابل للطي قد تم إخفاؤه بين قرصين مضغوطين في العبوة، مما يسمح له باجتياز الفحوصات الأمنية دون اكتشافها.
وكانت مصادر من الوزارة ويونيداس بوديموس قد كشفت في وقت سابق من اليوم، عن تشديد الإجراءات الأمنية ضد الشخصيات العامة الثلاث التي تلقت التهديدات الأسبوع الماضي.
تهديدات سابقة
في الـ19 من أبريل/نيسان الجاري، تلقى وزير الداخلية الإسباني غراندي مارلاسكا، طرداً به رسالة مرعبة، مكتوب عليها "لديك 10 أيام للاستقالة"، وبها رصاصتان حقيقيتان من حجم 7.62 × 51 ملم.
كذلك، تلقى قائد الحرس المدني رسالة مماثلة مكتوبة بخط اليد في اليوم السابق، على الرغم من أنه تم ختمها أيضاً بخاتم 19 أبريل/نيسان، وكان بداخلها أيضاً رصاصة 7.62 ملم داخل الظرف.
من جهتها، أكدت مصادر في حزب بوديموس، أن بابلو إغليسياس تلقى رسالة تحتوي على "تهديد خطير بالقتل". وأضافت المصادر نفسها أن هذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها إغليسياس رسائل من هذا النوع.
وكشف الزعيم السياسي، في وقت لاحق، على تويتر، أن "وزارة الداخلية تلقت رسالة موجهة إليّ تحتوي على تهديدات بالقتل ضدي وضد عائلتي"، قام بتضمين صورة للرسالة، التي حملت الرسالة التالية والمكتوبة بأحرف كبيرة وبلا علامات ترقيم: "بابلو إغليسياس توريون، لقد تركت والدينا وأجدادنا يموتون. حُكم عليك بالإعدام على زوجتك ووالديك وأنت. وقتك ينفد".