بدأت قوات من الجيش الصومالي، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021 انتشاراً في العاصمة مقديشو، رفضاً لتمديد ولاية الرئيس محمد عبدالله فرماجو لمدة عامين، وفق وسائل إعلام محلية.
حيث ذكر موقعا "العاصمة" و"جوهر" الإخباريان أن مقديشو تشهد، منذ الصباح، تحركات لوحدات من الجيش انسحبت من ثكناتها العسكرية في إقليم شبيلى الوسطى (جنوب)، رفضاً لتمديد ولاية فرماجو.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود إن جنوداً هاجموا مقر إقامته، موجهاً أصابع الاتهام إلى الرئيس محمد عبدالله محمد، باعتباره المسؤول عن ذلك.
انقسامات في الصومال
في المقابل يقول محللون إن الانقسامات قد تصرف انتباه قوات الأمن الصومالية عن قتال متمردي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في الدولة الواقعة في منطقة القرن الإفريقي.
فيما شوهدت في الأحياء الشمالية للعاصمة مركبات عسكرية مدججة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، واستولت هذه الوحدات على بعض تقاطعات مقديشو، بعد انسحاب قوات الشرطة التي كانت تتمركز فيها. وقال أحد قادة الجيش المتمردين، لإذاعة "كلمية" المحلية، إن تحركاتهم العسكرية تأتي في إطار رفضهم لقرار البرلمان تمديد ولاية فرماجو لمدة عامين.
فيما وقّع الرئيس في منتصف أبريل/نيسان 2021 قانوناً يمدد ولايته لعامين، مما أثار حنق المعارضة داخل الصومال ووضع البلاد في مسار تصادمي مع المانحين الغربيين ومانحين آخرين يعارضون هذه الخطوة.
قال شيخ محمود في حسابه على تويتر: "من المؤسف جداً أن جيشاً تحت قيادة الرئيس السابق هاجم مسكني"، مشيراً إلى محمد بأنه "الرئيس السابق" لأنه لا يعترف بقرار البرلمان الصومالي بخصوص تمديد ولاية الأخير.
أضاف: "سبق أن حذرت وشددت على مخاطر تسييس الأمن. فرماجو مسؤول عن التداعيات"، مشيراً إلى كنية الرئيس محمد.
لم يرد متحدث باسم الحكومة فوراً على طلب للتعليق على اتهامات محمود الذي خلفه محمد رئيساً للدولة عام 2017.
إطلاق النار
في المقابل فقد سمع شهود من رويترز في وقت سابق دوي أعيرة نارية في العاصمة، بينما أفاد سكان بوقوع اشتباكات بين فصائل متناحرة في قوات الأمن.
قالت حليمة عثمان، وهي من سكان منطقة في مقديشو: "هناك إطلاق نار بين قوات موالية للمعارضة وقوات حكومية عند مفترق طرق في المدينة".
أضافت حليمة أن إطلاق النار هدأ في وقت لاحق، وأن قوات الأمن المعارضة لتمديد فترة حكم محمد موجودة الآن في منطقة فاجه، بينما يوجد آخرون يدعمونه عند تقاطع صنعاء على بعد كيلومتر واحد.
من ناحية أخرى، رأى شاهد من رويترز أربع مركبات عسكرية متمركزة في مكان واحد بمنطقة فاجه. وتنتمي القوات التي تقلها المركبات لقبائل أبقال وهي موالية لساني عبدولي، وهو قائد عسكري من منطقة هيرشابيل وسط الصومال.
ولم يتم الرد على اتصالات ورسائل نصية للمتحدث باسم الحكومة.
سحب بعض القوات
كان عبدولي قد أعلن في وقت سابق اليوم الأحد أنه سيسحب قواته من بعض المواقع ويتجه إلى العاصمة للتنديد بتمديد ولاية الرئيس.
فيما أعلن قائد شرطة مقديشو الأيام الماضية أنه سيعلق عمل البرلمان لوقف التمديد لكنه أُقيل بعد دقائق. وهدد جنرال صومالي آخر بالسيطرة على مطار مقديشو؛ احتجاجاً على التمديد.
يذكر أن الصومال سقط في أتون الحرب والفوضى عام 1991 ويكافح لاستعادة سلطة الحكومة المركزية وإعادة بناء نفسه بمساعدة دولية. وثارت أزمة جديدة بسبب عدم إجراء انتخابات كانت مقررة في فبراير/شباط.