أعلن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأمريكي، سكوت ميلر، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021، بدء انسحاب منظم للقوات الأجنبية وتسليم القواعد العسكرية والمعدات للقوات الأفغانية.
يأتي ذلك تنفيذاً لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء أطول حرب أمريكية استناداً إلى أن هذه الحرب الطويلة في أفغانستان لم تعُد من الأولويات الأمريكية، طبقاً لما أورده ميلر.
هجمات 11 سبتمبر
كان بايدن قد أعلن منتصف الشهر الجاري، أنه سيسحب القوات من أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الذي يوافق الذكرى العشرين للهجمات التي جرت ضد مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي كانت السبب في بدء الحرب الأفغانية، مشيراً إلى أن هذا الانسحاب سيتم وفقاً لجدول زمني يبدأ في الأول من مايو/أيار.
كما أضاف ميلر أن القوات الأجنبية ستظل تمتلك "الوسائل العسكرية والقدرة على حماية نفسها بشكل كامل خلال عملية الانسحاب، وستدعم قوات الأمن الأفغانية".
يشار إلى أن ميلر يقود منذ عام 2018 القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في حربها مع طالبان والجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى.
مقتل 63 مدنياً على يد "طالبان" خلال 10 أيام
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، مقتل 63 مدنياً، وإصابة 180 آخرين، على يد حركة "طالبان" خلال الأيام العشرة الماضية.
حيث أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نطارق أرين، في تصريح صحفي، الأحد، أن مسلحي طالبان نفذوا 6 هجمات انتحارية و62 هجوماً بالقنابل في مختلف أنحاء البلاد خلال آخر 10 أيام، لافتاً إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفالاً، مشيراً إلى أن القوات الأفغانية نفذت عمليات أدت إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، رداً على هجمات طالبان.
جدير بالذكر أن أفغانستان تعاني حرباً منذ 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم "طالبان" لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
حاملة الطائرات آيزنهاور ستبقى في الشرق الأوسط لفترة
فيما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عن اعتزام واشنطن إبقاء حاملة الطائرات "آيزنهاور" في منطقة الشرق الأوسط لفترة بعد إتمام الانسحاب العسكري من أفغانستان.
إذ قال متحدث البنتاغون جون كيربي، الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021، في الموجز الصحفي اليومي للوزارة، إن حاملة الطائرات "آيزنهاور" ستبقى في المنطقة "لتأمين الانسحاب العسكري من أفغانستان"، منوهاً إلى أن طائرتين قاذفتين من طراز "B52" ستبقيان أيضاً في المنطقة لتأمين انسحاب القوات.
كما أشار إلى أن ما يهم واشنطن هو "سلامة الجنود الأمريكيين والاستعداد للتعامل مع أي تهديد"، مشدداً على أن "الانسحاب من أفغانستان سيتم بشكل آمن ومنظم".
يذكر أن عدد القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان يُقدر بنحو 2500 جندي، وفق تقارير غير رسمية. من المقرر أن تستضيف مدينة إسطنبول التركية مؤتمراً شاملاً للسلام بين الحكومة الأفغانية وممثلي طالبان، تنظمه تركيا وقطر والأمم المتحدة، بعد شهر رمضان.