قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 22 أبريل/نيسان 2021، إن "البدلة النفاثة" التي توصل إليها المخترع البريطاني ريتشارد براونينغ (42 عاماً)، باتت جاهزة لاستهداف قراصنة السفن.
كان الاستيلاء على سفينةٍ يختطفها "إرهابيون" يمثِّل سيناريو مرعباً للقوات الخاصة، الأمر الذي يتطلب إنزال حبل من مروحية تحوم بالفعل فوق السفينة، أو الصعود على سلمٍ يدمِّر عنصر المفاجأة. ومن ثم كان التوصل إلى البدلة النفَّاثة طريقة ناجحة في التعاطي مع عمليات القرصنة تلك.
ثورة في عمليات مكافحة الإرهاب
هذه البدلة صمَّمها ونفَّذها براونينغ، وهو جندي احتياطي سابق في البحرية الملكية البريطانية، لتكون سريعة وسهلة المناورة، لإحداث ثورة في عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات الخاصة في البحر واليابسة.
تمكن تلك البدلة مَن يرتديها من الطيران كالرجل الحديدي المعروف في سلسة أفلام الحركة الأمريكية، حيث إنها تتكون من خمسة محركات مثبَّتة على ذراعي وظهر الطيار، وتعمل عن طريق حرق الوقود مثل الطائرات والسيارات، وكان سعرها في بريطانيا يبلغ قبل نحو عام، 440 ألف دولار.
حسب ما تم نشره، توفِّر البدلة، المدعومة بمحرِّكٍ نفَّاث توربيني غازي صغير على كلِّ ذراع وآخر أكبر في الظهر، 150 كيلوغراماً من الدفع، وهو ما يكفي لإطلاق رجلٍ أو امرأة في الهواء والدفع به أو بها إلى الأمام.
تدريبات عسكرية
يأتي ذلك بعدما أكمَلَ بروانينغ عرضاً للبدلة أمام قوة العمليات الخاصة الهولندية، وهي القوة المكافئة لخدمة القوارب الخاصة البريطانية.
حيث يُظهِر مقطع فيديو للعرض براونينغ وهو يُقلِع من زورق دورية، ويطير باتجاه سفينةٍ استولى عليها إرهابيون مُفترضون في عملية تدريبٍ على التحرير من الاختطاف.
فقد هبط بأمانٍ وعلى الفور، حاملاً مسدساً بيده، وبدأ في إطلاق النار على الخاطفين قبل أن ينضم إليه المغاوير الهولنديون من طائرةٍ مروحية.
إلى ذلك، كشف براونينغ أنه أجرى اختباراتٍ مماثلة مؤخَّراً مع البحرية الملكية ومشاة البحرية الملكية، وعمل بشكلٍ وثيق مع وكالة البحث والتطوير الدفاعية التابعة للبنتاغون الأمريكي، مؤكداً أن المُحرِّكات المُثبَّتة على الذراع كانت في حجم إناء القهوة، والمُحرِّك الموجود على الظهر بحجم سلة المهملات الورقية.
نهاية للأساليب التقليدية
المخترع البريطاني واصل الحديث عن بدلته قائلاً: "إنها نسخٌ مُصغَّرة لما تجده في طائرةٍ مقاتلة أو طائرة ركَّاب"، مضيفاً: "مشكلة الصعود على متن سفينةٍ في البحر هي أن الأساليب التقليدية تضع الجيش في موقفٍ ضعيف بينما يصعدون سلَّماً يربط بين هيكل السفينة وطائرة مروحية".
وأضاف براونينغ، الذي أسَّسَ شركته عام 2017، إنه عرض أيضاً بدلة الطيران المُزوَّدة بمُحرِّكٍ نفَّاثٍ خلال شهر أبريل/نيسان الجاري، لقوات "التدخُّل الحضري" الهولندية.
وفقاً لصحيفة The Times البريطانية، ما جَذَبَ القوات الخاصة في جميع أنحاء العالم هو أن بدلة براونينغ النفَّاثة توفِّر إمكانية التفوُّق على الإرهابيين في البيئات البحرية أو الحضرية، من خلال مباغتتهم بعنصر المفاجأة.
أرقام قياسية
كان براونينغ، الذي عمل سابقاً تاجراً للسلع النادرة في بريطانيا، قد نجح، عام 2017، في تسجيل اسمه بموسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد أن حلّق بسرعة تصل إلى 51.53 كيلومتراً في الساعة.
أما في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فأثبت براونينغ أن محرِّكاته النفَّاثة الصغيرة كانت تتمتَّع بالسرعة اللازمة لتنقله من نقطةٍ إلى أخرى في وقتٍ سريعٍ حطَّم به رقماً قياسياً جديداً بموسوعة غينيس بعد أن وصل إلى سرعةٍ تجاوزت 84 ميلاً في الساعة.
جدير بالذكر أن براونينغ، الذي يدير حالياً شركة Gravity Industries، ومقرها مقاطعة ولتشاير البريطانية، ورث حب الطيران من والده، الذي كان مخترعاً ومهندساً للطيران، إضافة إلى جده، الذي عمِل طياراً مقاتلاً في زمن الحرب.