خلصت دراسة بحثية أجراها علماء بريطانيون، ونُشرت نتائجها، الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021، في مجلة "JAMA Pediatrics" الطبية، إلى أن النساء الحوامل المصابات بمرض كوفيد-19 ومواليدهن يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بمضاعفات مما كان معروفاً في السابق، مؤكدةً أن هناك خطراً متزايداً مما وصفته بالنتائج السلبية على الأم الحامل وجنينها.
فقد أظهرت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة أكسفورد البريطانية، أن إصابة حديثي الولادة بفيروس كورونا المستجد مرتبطة بزيادة خطر حدوث مضاعفات طبية شديدة بواقع ثلاثة أمثال.
كانت الأمهات الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بمرض كورونا من دول مختلفة، أكثر عرضة لخطر أكبر للإصابة بمضاعفاتٍ مثل الولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم، وخطر فشل وظائف الأعضاء، والحاجة إلى العناية المركزة، وربما الوفاة، وفقاً للدراسة، التي بدأت في مارس/آذار 2020 وانتهت في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته.
خطر وفاة النساء الحوامل
إذ بلغت نسبة خطر وفاة النساء الحوامل المصابات بكورونا 1.6%، وهي نسبة أعلى بـ22 مرة، مقارنةً بالنساء الحوامل غير المصابات بالفيروس التاجي.
بينما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك نحو 60% من النساء المصابات بكورونا لم تظهر عليهن أعراض، مما يعني أنه لم يكن لديهن حمى أو علامات أخرى للفيروس.
فضلاً عن ذلك، وجدت الدراسة أن حديثي الولادة المولودين لأمهات مصابات بفيروس كورونا معرضون لخطر أكبر إلى حد ما للولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة.
تشخيص لأكثر من ألفين
هذه الدراسة سجَّلت تشخيصاً لأكثر من ألفي امرأة حامل من 43 مؤسسة طبية في 18 دولة، وهي: مصر، والأرجنتين، والبرازيل، وفرنسا، وغانا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، ونيجيريا، ومقدونيا الشمالية، وباكستان، وروسيا، وإسبانيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة، إضافة إلى الولايات المتحدة.
من جهته، قال آريس باباجورجيو، أحد كبار الباحثين بالدراسة وأستاذ طب الأجنة في جامعة أكسفورد، إن النساء المصابات بكوفيد-19 في أثناء الحمل كنَّ أكثر عرضة بنسبة 50%، للإصابة بمضاعفات الحمل مقارنة بالنساء الحوامل غير المصابات بكوفيد-19.
الولادة القيصرية
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الولادة القيصرية قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالفيروس لدى الأطفال حديثي الولادة.
لكن العلماء قالوا إن الرضاعة الطبيعية لا تزيد- فيما يبدو- من مخاطر إصابة الرُّضع بكوفيد-19 من أمهاتهم.
بدورها، أشارت طبيبة الأطفال الدكتورة كاثرين ماري هيلي، أستاذة مساعدة بكلية بايلور للطب في هيوستن ومتخصصة بأمراض الأطفال المعدية، إلى أن "النتائج التي تم الإبلاغ عنها واقعية"، منوهة إلى أن هذه الدراسة واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن في هذا المجال.
تطعيم الحوامل ضد كورونا
يُذكر أن مستشاري لقاح فيروس كورونا في بريطانيا كانوا قد دعوا الحكومة البريطانية، الجمعة 16 أبريل/نيسان، إلى تقديم لقاح كوفيد-19 للسيدات الحوامل عندما يحصل آخرون من السن نفسها عليه، وهو ما يمثل تحولاً عن موقفهم السابق، وسط ترحيب من قطاعات شعبية.
حيث قالت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين (JCVI)، إن الجرعات الأمثل لهن هي جرعات فايزر-بيونتيك أو موديرنا، لأن لها أدلة أكبر حول استخدامها على السيدات الحوامل، ومعظمها جُمع في الولايات المتحدة، فالبيانات الواردة من أمريكا حول 90 ألف امرأة حامل، لم تُثِر أي مخاوف تتعلق بالسلامة، مشددة على أن قرار عدم ترشيح لقاح أكسفورد-أسترازينيكا لم يكن بسبب أي مخاوف متعلقة بزيادة مخاطر تجلط الدم لدى الحوامل.
تجدر الإشارة إلى أن النساء اللاتي يعانين ظروفاً صحية أساسية، أو تلك اللاتي كانت مخاطر تعرضهن للفيروس عالية، هن فقط المؤهلات في بريطانيا لتلقي اللقاح حتى الآن.