شهدت منطقة باب العامود في القدس المحتلة، الخميس 22 أبريل/نيسان 2021، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات إسرائيلية، أسفرت عن إصابة نحو 78 فلسطينياً واعتقال آخرين، وسط دعوات من منظمات يهودية متطرفة، إلى "الانتقام من العرب".
إذ تشهد القدس عموماً، والمسجد الأقصى خصوصاً، منذ بداية شهر رمضان الجاري، مناوشات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.
مواجهات عنيفة في "باب العامود" بالقدس
شبكة "قدس" الإخبارية قالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، مساء الخميس، شابين من محيط منطقة باب العامود، ودفعت بتعزيزات عسكرية ونصبت حواجز قاطعةً الطرق أمام المارة والمصلين بحواجز حديدية، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 78 فلسطينياً بالرصاص الإسرائيلي، 12 منهم نُقلوا إلى المشافي.
كما أفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين محمد خضر أبو الهوى (20 عاماً)، وطارق بكر أبو الهوى (23 عاماً)، خلال مناوشات مع الاحتلال في منطقة باب العامود.
كما أفاد شهود عيان لـ"الأناضول"، بأن قوات الاحتلال (الإسرائيلي) اعتقلت شابين فلسطينيين على الأقل وسط مدينة القدس، عقب المواجهات التي تركزت في منطقة "باب العامود".
في سياق آخر، أفادت قناة "13" العبرية (خاصة)، بأن إسرائيليين حاولوا الوصول إلى منطقة "باب العامود" بالقدس، وهم يهتفون "الموت للعرب". وأشارت القناة إلى أن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من الوصول إلى المنطقة.
دعوات انتقامية إسرائيلية
تأتي هذه المحاولات استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، رداً على ما وصفوه بـ"هجمات شنها فلسطينيون على إسرائيليين في المدينة".
إذ قال موقع شبكة "قدس" الفلسطينية، إن المنظمات الاستيطانية كثفت دعواتها التحريضية لشنِّ حملة من الهجمات العدوانية على الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، وسط تقارير عن شروع بعض العناصر في التخطيط لسلسلة من الاعتداءات العنصرية بمحيط البلدة القديمة في المدينة المحتلة، التي تشهد تصاعداً في الاعتداءات التي ينفذها متطرفون يهود على خلفية قومية، بحق فلسطينيين.
منظمات يهودية تدعو لقتل الفلسطينيين
كما أشارت تقارير فلسطينية إلى أن منظمة "لاهافا" اليهودية أطلقت على مدار اليومين الماضيين، دعوات لأنصارها لحضور مسيرة "استعادة الكرامة اليهودية"، في ضوء المواجهات الدائرة منذ الأول من رمضان، بين الشبان المقدسيين وشرطة الاحتلال في القدس.
حسب موقع "القسطل" الفلسطيني، يدير عضو الكنيست إيتمار بن غفير بعض مجموعات الواتساب التي نشرت فيها دعوات لقتل المقدسيين والاعتداء عليهم، وجاء في نص إحدى الرسائل: "إذا لم يشنقوا أحد المقدسيين فلن ينتهي الأمر في القدس".
منظمة "لاهافا" هي منظمة إسرائيلية أسسها المستوطن بن تسيون جوبستين. والهدف من إنشائها، كما يظهر في منشوراتها، هو منع ارتباط الفتيات اليهوديات بغير اليهود، ومنع تشغيل العرب في المصالح التجارية التي يديرها يهود.
تتبنى المنظمة أفكاراً تحض على قتل الفلسطينيين، وتنشط في منطقة القدس بشكل كثيف، وفي يوليو/تموز 2014، أزال موقع فيسبوك صفحة المنظمة عدة مرات؛ بعد تحريضها على ممارسة القتل والتهريب بحق الفلسطينيين. ومع ذلك، تعمل المنظمة ضمن ما يسمى القانون الإسرائيلي، وتتلقى دعماً من شخصيات في كنيست الاحتلال.
منذ الأول من رمضان، بدأت المنظمة بنشر مواد إعلامية تحض على محاصرة الوجود المقدسي وشعائر العبادة لدى المقدسيين، كما دعت إلى مهاجمة المقدسيين بالأسلحة؛ من أجل ردعهم وترهيبهم.
دعوات لحماية المقدسيين
من جهتها، دعت الرئاسة الفلسطينية، الخميس، المجتمع الدولي إلى حماية مواطنيها بمدينة القدس الشرقية، في حين وصف قيادي بحركة "فتح" ما يجري في المدينة بأنه "معركة حقيقية" في الدفاع عن المدينة.
الرئاسة قالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر". وناشدت المجتمع الدولي "حماية أبناء شعبنا في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية".
عبَّرت الرئاسة أيضاً عن "إدانتها واستنكارها الشديدَين لما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي".
كما أدانت "ما يقومون به من ملاحقات لأبناء شعبنا، الأمر الذي أدى إلى مواجهات في شوارع وأزقة القدس الشريف". وحمَّلت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير".
من جهته قال حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن "ما يجري في القدس من تصدٍّ بطولي للمستوطنين هو معركة السيادة والإصرار على فلسطينية عاصمتنا الأبدية". وأضاف عبر حسابه على تويتر: "هذه هي المعركة الحقيقية في الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا".