نواب أوروبيون يتلقون مكالمات فيديو معدلة بتقنيات “التزييف العميق” لشخصيات ادّعت أنها معارضة روسية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/04/23 الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/23 الساعة 13:48 بتوقيت غرينتش
صورة لمكالمة الفيديو التي نفذت عبر برنامج التزييف العميق - مواقع التواصل

كشفت صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021،  أن عدداً من كبار النواب الأوروبيين تلقوا في الأيام الأخيرة مكالمات فيديو من أفراد يبدو أنهم استخدموا تقنيات "التزييف العميق" (deepfake) لمحاكاة شخصيات بارزة في المعارضة الروسية.

النائب ريتشار كولز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في برلمان لاتفيا، أحد هؤلاء الذين خُدعوا، بالإضافة إلى نواب في برلمانات إستونيا وليتوانيا، كما قال النائب توم توجندهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، إنه استُهدف أيضاً.

وقال توجندهات في تغريدة نشرها عبر تويتر: "الكرملين في عهد بوتين ضعيف جداً ومذعور من قوة نافالني، لدرجة أنه يعقد اجتماعات مزيفة لتشويه سمعة فريق نافالني. لقد وصلوا إليَّ اليوم. ولأنهم لن يبثوا المقاطع التي أصف فيها بوتين بالقاتل واللص، فأنا سأنشرها هنا".

نشر كولز بعدها صورةً أصلية للسياسي الروسي المعارض ليونيد فولكوف، وهو أحد حلفاء نافالني، ولقطة شاشة لشبيهه المعدَّل مأخوذة من مكالمة الفيديو. 

وقد بدا التشابه كبيراً، لدرجة أن فولكوف أشار إلى  أن الصورتين بدتا متطابقتين تقريباً، وقال: "يبدو وكأنه وجهي الحقيقي، لكن كيف تمكنوا من استخدامه في مكالمة فيديو عبر تطبيق زووم؟ مرحباً بكم في عصر (التزييف العميق)".

تقنيات حديثة عالية الدقة 

استمدت تقنيات "التزييف العميق" اسمها من مفهوم "التعلُّم العميق" (deep learning)، وهي تقنية تتيح لشبكات الذكاء الاصطناعي تطوير أو تقليد الوجوه وجعلها تُحاكي السلوك البشري.

ولتقريب الأمر للفهم، يُحيل الخبراء إلى ما تتيحه تطبيقات الهواتف الذكية الجديدة للمستخدمين من تركيب وجوه أخرى على وجوههم أو "بث الحركة" في الصورة المأخوذة لأي وجه، تقريباً مثل دمية. وبدرجةٍ ما، قد يكون مستوى الدقة العالي الذي تتسم به مكالمات الفيديو هو السبب وراء عدم انكشاف الخدعة على الفور للنوّاب الأوروبيين المستهدَفين.

من جانبه، قال كولز، النائب في برلمان لاتفيا، إن شخصاً زعم أنه فولكوف تواصل معه عبر البريد الإلكتروني، وأجرى معه مكالمة قصيرة عبر الفيديو، حيث ناقشا دعم السجناء السياسيين الروس وقضية ضمِّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وقال إنه لم يدرك إلا في وقت لاحق أنه ربما وقع ضحية لخدعةٍ عالية التقنية.

وكتب كولز: "إنه درس مؤلم للغاية، لكن ربما يمكننا أيضاً أن نقول شكراً للمزيف على هذا الدرس الذي قدمه لنا وللنواب الزملاء في ليتوانيا وإستونيا. من الواضح أن ما يسمى بـ(اضمحلال الحقيقة) أو ما بعد الحقيقة وعالم ما بعد الحقيقة يمكن أن يشكّل تهديداً خطيراً لسلامة واستقرار البلدان والحكومات والمجتمعات المحلية والدولية".

محاولات لتشويه قادة الاحتجاج 

واتهم المعارض الروسي الحقيقي فولكوف شخصين يُدعيان فوفان ولكزس، سبق لهما أن استهدفا مسؤولين غربيين، بالوقوف وراء مكالمة الفيديو المزيفة.

بعد الوصول إليه عبر موقع فيسبوك، لم ينكر أليكسي ستولياروف، الذي يحمل الاسم المستعار لكزس، إجراءه مكالمةً مع كولز، غير أنه نفى أن يكون استخدم تقنية التزييف العميق لمحاكاة فولكوف، وكتب: "ربما فولكوف وردت إليه معلومات خاطئة".

كما كتب ستولياروف في ردٍّ عبر تطبيق تيليغرام: "أدين بشدة المحاولة الأخيرة المثيرة للاشمئزاز التي عمد إليها الكرملين لتشويه سمعة قادة الاحتجاج".

تحميل المزيد