أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عزم بلاده "إعادة إحياء" جيش سكوثيون، الذي تم اكتشافه قبل عقدين من الزمن في سيبيريا مدفوناً داخل جمهورية توفا، ويقول العلماء إن عمره 3000 سنة، موضحاً أن العملية ستكون عن طريق الاستنساخ، وذلك خلال جلسة عبر الإنترنت الأسبوع الماضي للجمعية الجغرافية الروسية، وفقاً لموقع Ancient Origins الأيرلندي.
حسب تقرير موقع All That's Interesting الأمريكي، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، فإن وزير الدفاع الروسي، يترأس هذه الجمعية، إلى جانب كونه من أكثر حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين نفوذاً، لكن الأكثر غرابة كانت الأهداف التي أعلن عنها شويغو.
خطة وزير الدفاع
تحدّث وزير الدفاع عن "الإمكانات التي فتحتها مدافن السكوثيين غير الاعتيادية التي يبلغ عمرها 3000 عام"، في إشارة إلى سيل الحمض النووي الريبوزي الذي حفظته التربة الصقيعية السيبيرية.
كما أمر شويغو بحضور كاهن من الشامان لأعمال الحفر والتنقيب -تجنباً لغضب الأرواح- ويُخطط الآن على ما يبدو لبناء جيش من الموتى.
إذ قال: "بالطبع، نحن نود بشدة أن نعثر على المادة العضوية، وأعتقد أنكم تفهمون ما سيعقب ذلك، حيث سيكون من المحتمل الخروج بشيء منها، ربما على غرار النعجة دوللي، وسيكون الأمر مثيراً للاهتمام بشكل عام".
اكتشاف فريد
رغم أن الاجتماع كان رسمياً، وأن حديث شويغو كان واضحاً وضوح الشمس، لكن الإعلان له غرض سياسي مزدوج وفقاً لبعض المحللين.
إذ نشرت روسيا مؤخراً نحو 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، علاوة على أن القصة الرائعة عن استنساخ مقاتلين قدامى ستُمثل وسيلة إلهاء رائعة من إعداد آلة الدعاية في الكرملين.
بينما قال كبير علماء الآثار تيمور صديقوف: "كانت أضحيات الخيل وبقايا لجامها هي الكشف الأكثر إثارةً للاهتمام. إذ يُؤكد ذلك انتماء جثوة الكورغان ثقافياً إلى مجموعة المعالم الأثرية في وادي الملوك… حيث عُثِرَ على بقايا من طقوس أضحيات الخيل".
وقد عثرت البعثة الثالثة من الجمعية الجغرافية الروسية، التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، على تلك البقايا. ورغم أنّ اكتشاف أحافير العظام هو كشفٌ لا يُصدّق في حد ذاته، لكن الجمعية أعربت بوضوح عن أن هدفها هو العثور على المادة العضوية في التربة الصقيعية لأغراض الاستنساخ.
حيث قال شويغو، وفقاً لشبكة Sputnik الروسية: "لقد أرسلنا العديد من البعثات إلى هناك بالفعل، لقد صارت بعثةً دولية ضخمة. وقد تأكدنا من عدة أشياء، لكن ما يزال أمامنا الكثير من العمل لإنجازه".
وتعود أقدم الآثار إلى القرن التاسع قبل الميلاد بحسب موقع Unilad البريطاني. وتضمّن إعلان الـ14 من أبريل/نيسان إشارةً واضحة إلى النعجة دوللي. ودوللي هي أول حيوان ثديي يجري استنساخه على الإطلاق، وقد احتلت عناوين الأخبار حول العالم في يوليو/تموز عام 1996، حين كشف معهد روزلين في إدنبرة باسكتلندا عن نجاحه في التجربة.
حقيقة أم دعاية؟
بنهاية المطاف، لم يتضح مدى صدق الجهود الروسية في استنساخ جيشٍ قديم وإعادته للحياة حتى الآن. وسنكتشف مدى صدقها مع الوقت، لكن تقرير قناة PBS الأمريكية عام 2017 قد يكون مفيداً في الحكم على مدى جدية أي كشف حكومي من هذا النوع.
فوفقاً لذلك البحث تحديداً، يعمل الكرملين بتناغم مع وسائل الإعلام الروسية لإنتاج المعلومات المضللة والخاطئة من أجل إحداث ضجة موازية بقدر الضجة التي تُسببها الدولة الروسية على المسرح العالمي.
سيظل علينا الانتظار لنعرف ما إذا كان غرض هذه الأنباء هو تشتيت الانتباه عن مناورات الجنود على الحدود، أم هي خططٌ صادقة وجادة.