خضع لضغوطات سياسية.. تفاصيل “انقلاب” بايدن على اللاجئين وتراجعه عن وعود أطلقها بحملته الانتخابية

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/21 الساعة 23:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/21 الساعة 23:12 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن - رويترز

أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن، جدلاً واسعاً داخل واشنطن بخصوص سياسته حول اللاجئين والهجرة، بعد اتهامه بأنه أخلف وعده سريعاً وانقلب عن الوعود التي قطعها في حملته الانتخابية، والمتمثلة في رفع القيود التي فرضها سلفه دونالد ترامب على الهجرة واللاجئين، وذلك بخضوعه لضغوطات سياسية كبيرة يقودها الجمهوريون.

حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2021، فإن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، كان يناشد الرئيس بايدن، في اجتماع يوم 3 مارس/آذار، لإنهاء القيود المفروضة على الهجرة منذ عهد ترامب والسماح لعشرات الآلاف من اللاجئين اليائسين بالفرار من الحروب والفقر والكوارث الطبيعية إلى الولايات المتحدة، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين.

إلا أن الرئيس بايدن، الواقع تحت ضغط سياسي شديد بسبب زيادة أعداد الأطفال المهاجرين على الحدود مع المكسيك، لم يحرك ساكناً.

ما بدا وعداً سهلاً أثناء الحملة الانتخابية، بتغيير ما وصفه الديمقراطيون بالقيود "العنصرية" التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على قبول اللاجئين، أصبح اختباراً لتحديد ما هو مهم حقاً للرئيس الجديد.

بايدن ينكث وعوده

 جاء اجتماع 3 مارس/آذار بعد فترة وجيزة من إرسال بايدن لبلينكن ووزيرين آخرين لإخبار الكونغرس رسمياً بزيادة أعداد اللاجئين المقبولين خلال الشهور الستة المقبلة إلى 62,500 شخص من الحد السنوي الذي أقرّه ترامب سابقاً بـ15,000 شخص.

بدلاً من ذلك، نكث الرئيس بوعود مبعوثيه وترك مئات اللاجئين في طي النسيان لأسابيع.

خلال الشهر والنصف التالي، ماطل مساعدو بايدن، وأخبروا المراسلين ومجموعات الدفاع عن اللاجئين مراراً وتكراراً أن الرئيس لا يزال ينتوي المتابعة. لكن التأخير كانت له عواقب وخيمة، إذ أُلغيت الرحلات الجوية لأكثر من 700 لاجئ خضعوا لفحوص كاملة وأُصدرت لهم تذاكر السفر إلى الولايات المتحدة بالفعل.

تحت ضغط السماح لهم بالدخول، توصل أعضاء فريق بايدن إلى حل وسط يأملون من خلاله إرضاء الرئيس ووكالات إعادة التوطين. وينص هذا الحل على الحفاظ في الوقت الحالي على الحد الأقصى لعدد اللاجئين عند 15,000 شخص، مع رفع القيود التي فرضها ترامب من خلال السماح باستئناف المزيد من الرحلات الجوية. وفي يوم الجمعة، 16 أبريل/نيسان، أبلغ مسؤولو البيت الأبيض تلك السياسات الجديدة للمراسلين، وأثار ذلك ردود فعل فورية.

في غضون ساعات، تراجع الرئيس، وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن بايدن لا يزال ينوي السماح لمزيد من اللاجئين بدخول البلاد ووعد بالكشف عن مزيد من التفاصيل بحلول 15 مايو/أيار.

التصادم

كانت إدارة بايدن ترغب في توجيه رسالة قوية بعد أربع سنوات من سياسات الهجرة عزلت أمريكا عن الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً.

في الاجتماع الربع سنوي يوم 26 فبراير/شباط بين وزارة الخارجية ووكالات إعادة التوطين، قال المسؤولون في إدارة بايدن إن الإدارة ستصدر ميزانية محدثة للاجئين بمجرد توقيع الرئيس على الإعلان النهائي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

لكن الأسابيع أصبحت شهوراً، وأصبح من الواضح أن رئاسة بايدن لن تكون الحل الذي انتظره الكثيرون.

في السياق نفسه، قال مارك هيتفيلد، الرئيس التنفيذي لجمعية مساعدة المهاجرين العبرية: "عندما يحصل اللاجئ على تذكرة السفر بعد انتظار دوره فترة طويلة مع اتباع كل القواعد في عملية طويلة ومعقدة ومرهقة ثم تنتزع منه التذكرة ببساطة لعدم توقيع الرئيس على قطعة من الورق، هذا أمر غير مقبول".

الإنكار

داخل البيت الأبيض، أوضح الرئيس وجهة نظره، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين، وأنه يعترض على فكرة زيادة الحد الأقصى لعدد اللاجئين المقبولين إلى 65,000 شخص، فمع زيادة عدد المعابر على الحدود، لم يكن بايدن ينوي التوقيع على هذا الرقم.

قال نيد برايس، المتحدث باسم وزير الخارجية بلينكن: "من غير المفاجئ أن يناقش السيد بلينكن مسألة إصلاح وتعزيز برنامج اللاجئين مع الرئيس بايدن إذا أتيحت له الفرصة". وقال مسؤولون مطلعون على المناقشة إن بلينكن وبايدن، المقربين من بعضهما شخصياً، لم يتشاجرا حول تلك القضية، لكن المحادثات لم تدع مجالاً للشك حول موقف الرئيس ونواياه.

أما أمام وسائل الإعلام، فكانت جينيفر ساكي تنقل رسالة مختلفة تماماً.

في الأول من أبريل/نيسان، نفت ساكي أن يكون التأخير في توقيع القرار الرئاسي مرتبطاً بالموارد التي أُنفقت بالفعل على الحدود الجنوبية الغربية.

الانقلاب

كتب السيد بايدن في مذكرة رئاسية إلى وزارة الخارجية: "لا يزال قبول ما يصل إلى 15,000 لاجئ مبرراً بمخاوف إنسانية ومن أجل المصلحة الوطنية في الوقت نفسه".  

وكتب ستيفن ميلر، المستشار السياسي الجمهوري: "يعكس ذلك وعي فريق الرئيس بايدن بأن تدفق اللاجئين بأعداد هائلة عبر الحدود سوف يتسبب في خسائر قياسية عند الوصول إلى منتصف فترة رئاسته"، مضيفاً أنه إذا كان الأمر متروكاً له، فإنه سيعمل على "خفض عدد اللاجئين إلى صفر".

مجرد فكرة اتفاق ميلر وبايدن في أي قضية أو رأي مسألة مزعجة للغاية بالنسبة لأنصار بايدن، وقد عبّر الكثيرون منهم عن غضبهم الشديد حيال ذلك.

وفي غضون ساعات قليلة، أدرك المسؤولون في البيت الأبيض أن هناك مشكلة. وفي البيان المسائي، أكّدت جينيفر ساكي على أن قرار الرئيس بخصوص اللاجئين "به بعض الالتباس".

وبينما أصرت ساكي على أن بايدن سيزيد على الأرجح عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد بحلول 15 مايو/أيار، شكك مسؤول كبير في البيت الأبيض في هذا الجدول الزمني. وقال المسؤول: "لا أعتقد أننا سنصل إلى 15,000 على الفور أو أي رقم قريب من ذلك. لا أعتقد أن أي شخص يمكنه معرفة الوتيرة التي ستسير عليها الأمور على وجه التحديد".

تحميل المزيد