قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، الإثنين 21 أبريل/نيسان 2021، إن الشرطة الهندية تتعمد إهانة منتهكي إجراءات الوقاية من فيروس كورونا بعقوبات بدنية قاسية، وذلك في ظل ارتفاع كبير في الإصابات، حيث شهدت تسجيل رقم قياسي للوفيات يبلغ 2023 حالة في يومٍ واحد.
بحسب الصحيفة، فقد شُوهِدَ الضباط وهم يضربون السكان بالعصيّ ويجبرونهم على أداء تمارين البطن والضغط في الشارع بمنطقة شهاتاربور، وذلك في ظل معاناة السلطات لاحتواء السلالة الجديدة من كورونا.
وتفيد تقارير بأن المستشفيات في العاصمة دلهي تحذر من أنَّ الأوكسجين على وشك النفاد منها في غضون ساعات واضطرت لمناشدة الحكومة المركزية تقديم إمدادات طارئة ليلاً، فيما يواصل حفَّارو القبور إحراق أكوام من الجثث.
وتمر الهند بموجة ثانية من الإصابات يجري تحميل المسؤولية عنها لتساهل القواعد الحكومية وسلالة جديدة من كورونا مزدوجة التحور، الأمر الذي أدَّى إلى نحو 3.5 مليون حالة إصابة جديدة هذا الشهر، أبريل/نيسان، وحده.
ويمثل إعلان أمس الأربعاء تسجيل 295041 حالة إصابة و2023 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، أعلى حصيلة تُسجَّل في الهند وتضاهي الأرقام التي شُوهِدَت في الولايات المتحدة إبَّان مرحلة الزيادة الأكثر دموية بها في يناير/كانون الثاني الماضي.
كارثة صحية
وقالت ديفيا آريا، الصحفية المقيمة في دلهي، للمحطة الرابعة بإذاعة BBC البريطانية: "أنا هنا في العاصمة دلهي حيث يُفتَرَض وجود أفضل بنية تحتية صحية، لكن حتى هنا كانت هناك مناشدات من رئيس وزراء دلهي للحكومة المركزية من أجل الحصول على الأزكسجين، وهي مناشدات كانت تقول حرفياً إنَّ الأوكسجين سينفد في بعضٍ من أكبر المستشفيات خلال 4 أو 5 ساعات فقط.. وإذا ما بدأتُ الحديث عن المدن والبلدات الأصغر، سيكون الوضع أكثر فداحةً هناك".
ويقول الأطباء في دلهي إنَّ ثلثي الإصابات الجديدة تحت سن الخامسة والأربعين، في حين يقول الأطباء في مومباي إنهم يرون أطفالاً من عمر 12 إلى 15 عاماً، في حين لم تشهد الموجة الأولى دخول أي طفل تقريباً للمستشفى.
ويُعتَقَد أن السلالة الهندية، التي اكتُشِفَت لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أكثر عدوى من السلالة الأولى لكوفيد 19.
كما يعتقد العلماء أن هناك تحوُّرين يساعدان السلالة على الانتقال بصورة أسرع وتجاوز خلايا المناعة التي تكوَّنت استجابةً للسلالات الأقدم.
وفرضت الولايات في أرجاء الهند قيوداً، فدخلت دلهي في حالة إغلاق تمتد أسبوعاً، وأغلقت كل المتاجر غير الضرورية في ولاية مهاراشترا، وتستعد ولاية أوتار باراديش للدخول في حالة إغلاق في عطلة نهاية الأسبوع.
ودفع تزايد حصيلة الوفيات حفَّاري القبور لإحراق عشرات الجثث، وتصدَّعت مدخنة إحدى المحارق الكهربائية في مدينة أحمد أباد ثم انهارت بعد استخدامها بشكل مستمر لما يصل إلى 20 ساعة يومياً على مدار الأسبوعين الماضيين.