كشف تقرير نشره موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021 أن شركة NSO الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية قد تفاوضت مع الحكومة الأردنية في الأشهر الأخيرة، بشأن صفقة لبيع تكنولوجيا تجسس جديدة، وذلك بحسب مصدرين مطلعين على الأمر.
تسريب أخبار صفقة تكنولوجيا التجسس يأتي تزامناً مع أحداث عاصفة شهدها الأردن خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما تم اعتقال مجموعة من المسؤولين ووضع الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك، قيد الإقامة الجبرية، بسبب مزاعم استهداف أمن المملكة واستقرارها.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن أجهزة المخابرات في المملكة لا تراقب الجماعات الإرهابية فحسب، لكنها تراقب أيضاً النشطاء المعارضين وتقمع الانتقادات المحلية ضد الملك عبدالله الثاني.
برمجيات تجسس جديدة لمراقبة الاتصالات
تقول مصادر الموقع الأمريكي إن المفاوضات بين NSO والحكومة الأردنية بدأت أواخر العام الماضي، وسافر وفد من كبار المديرين التنفيذيين وخبراء التكنولوجيا في الشركة إلى عمّان.
حسب الموقع فإن المسؤولين عن الشركة الإسرائيلية قدموا عرضاً للمسؤولين الأردنيين، وضمن ذلك دائرة المخابرات العامة الأردنية، واستعرضوا إمكانيات التكنولوجيا الجديدة.
وفقاً لأحد المصادر، فإن التكنولوجيا تتعلق ببرمجيات تجسس جديدة لجمع المعلومات الاستخباراتية وغيرها من التكنولوجيات لمراقبة خدمات المراسلة.
بينما قال مصدر إن العقد وُقِّع، لكن مصدراً آخر قال إنه لم يتضح ما إذا كان الاتفاق قد تم.
بحسب متحدث باسم NSO: "في موقف نلتزم به منذ أمد طويل فيما يتعلق بالسياسة، نحن لا نعلق على اتصالاتنا مع الدول. لا يعتبر ما ورد أعلاه تأكيداً للحقائق المزعومة".
تزامناً مع أزمة داخلية في الأردن
جرت المفاوضات في الأشهر التي سبقت الأزمة الداخلية الأخيرة بالمملكة، والتي وُضع في أثنائها ولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين، قيد الإقامة الجبرية، بسبب محاولة انقلاب مزعومة.
فقد راقبت أجهزة الأمن في عمّان اتصالاته لأشهر، وزُعم أنها تجسست على اجتماعاته مع زعماء العشائر الأردنية.
كما أنه وفقاً لتقارير صحفية، تعاملت NSO مع الحكومة الأردنية سابقاً. ذكرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، العام الماضي، أن NSO تستخدم الاسم الحركي "جاكوار" للأردن في الوثائق الداخلية.
فيما تعرضت NSO لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة، بسبب استخدام العديد من العملاء بجميع أنحاء العالم لبرنامج التجسس Pegasus الخاص بها، لمراقبة نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين والصحفيين والمنافسين السياسيين.
فقد رفع فيسبوك، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، دعوى قضائية ضد NSO بشأن الاستخدام المزعوم لبرنامج Pegasus لاختراق 1400 حساب على WhatsApp، وضمن ذلك حسابات 100 من نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين. لكن NSO ترفض هذه المزاعم.
كما ذكرت صحيفة Guardian البريطانية، الشهر الماضي، أن وزارة العدل جددت التحقيق مع NSO.