قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، إن موسكو سترد سريعاً وبقسوة على أي استفزازات أجنبية، بعد الشكوى من استمرار الأعمال العدائية غير المبررة ضد روسيا.
تصريحات الرئيس بوتين تأتي في ظل أزمة دبلوماسية بين موسكو ومجموعة من العواصم الأوروبية، إضافة إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد تفاقم الأزمة مع أوكرانيا، على خلفية التعزيزات العسكرية التي أرسلتها موسكو إلى البحر الأسود.
رسائل بوتين إلى الدول الغربية
قال بوتين في خطاب حالة الاتحاد السنوي لكبار المسؤولين والمشرعين من مجلسي البرلمان، إن موسكو بذلت ما في وسعها من أجل علاقات طيبة مع الدول الأخرى، وإنه يأمل ألا تتجاوز دولة أجنبية "الخطوط الحمراء" التي حددتها موسكو.
وفقاً لبوتين فإن فكرة ومضمون سياسة روسيا على الساحة الدولية هو ضمان السلام والأمن من أجل رفاهية المواطنين، ومن أجل التنمية المستقرة للبلاد.
كما تابع الرئيس الروسي "يبدو أن الجميع في العالم قد اعتادوا على العقوبات غير القانونية ذات الدوافع السياسية ضد الاقتصاد، وهي محاولات صارخة من قبل البعض لفرض إرادتهم على الآخرين".
تأهب عسكري روسي
كما كشف فلاديمير بوتين أن حصة الأسلحة الروسية الحديثة في الثالوث النووي ستبلغ نحو 88% في عام 2021. وأعلن أن الصواريخ الروسية من طراز "تسيركون" ستوضع في حالة تأهب في المستقبل القريب.
أضاف بوتين قائلاً: "صواريخ تسيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستوضع في حالة تأهب لحماية سيادة وحدود ومصالح البلاد".
فيما أكد الرئيس الروسي أن "روسيا لا ترغب في حرق الجسور مع أحد، لكن إذا دعت الحاجة فإن الرد سيكون متكافئاً وسريعاً وصارماً". وتابع الرئيس الروسي "العالم اعتاد على العقوبات غير القانونية ومحاولات البعض فرض إرادتهم على الآخرين".
الحشود عند حدود أوكرانيا
تصريحات بوتين تأتي بينما عبر الغرب عن قلقه من الوضع على الحدود مع أوكرانيا، وبحسب موقع Axios الأمريكي، لم يكن جزء كبير من القلق إزاء العدوان الروسي في الأسابيع الأخيرة موجهاً لأنشطتها في البحر الأسود، وإنما لحدودها مع شرق أوكرانيا أيضاً.
في هذا السياق، تُظهر وثيقة مسربة أن القوات الروسية تصعّد من وجودها على جميع جوانب الحدود الأوكرانية بوحدات مزودة بمجموعة واسعة من القدرات، يشي العديد منها بنوايا شريرة وليس مجرد استعراض للقوة.
تشير الوثيقة أيضاً إلى أن التصرفات الروسية قد يكون الهدف منها صرف الانتباه عن المشكلات الداخلية قبل الانتخابات التشريعية، في سبتمبر/أيلول، أو مواجهة مناورات الناتو وإرهاب أوكرانيا للتراجع عن "تطوراتها السياسية الإيجابية".
لكنها تشير أيضاً إلى "احتمال كبير" بأن روسيا ربما تسعى لاستفزاز القوات الأوكرانية لإيجاد ذريعة للتدخل العسكري، كما فعلت في جورجيا عام 2008.
تجددت المواجهات خلال الأيام الأخيرة بين انفصاليين مؤيدين للروس في شرق أوكرانيا، وبين الجيش الأوكراني، الذي أعلن أمس الإثنين عن مقتل جندي من قواته وإصابة آخر خلال قتال مع الانفصاليين.
بينما تخشى أوكرانيا أن يكون الكرملين، الذي يعد الداعم العسكري والسياسي للانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة الدونباس الشرقية، يبحث عن ذريعة لشن هجوم، في حين قالت موسكو إنها "لا تهدد أحداً"، لكنها نددت بما تصفه بـ"الاستفزازات" الأوكرانية.