المحكمة الأوروبية تأمر بسحب ابنة القذافي من القائمة السوداء.. محامية تقيم في بلد عربي

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/21 الساعة 17:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/21 الساعة 17:39 بتوقيت غرينتش
الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي/social media

ذكرت وكالة "فرانس بريس" للأنباء، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، أن المحكمة الأوروبية أمرت بسحب اسم عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، من قائمة الخاضعين لعقوبات عام 2011، وذلك بحكم أنها لم تعد تشكل أي تهديد للسلم والأمن الدوليين في المنطقة، كما أنها لم تعد تقيم أيضاً في ليبيا منذ فترة طويلة.

ويتم اتخاذ قرار إدراج أو سحب اسم شخص أو شركة من قائمة العقوبات الأوروبية بالإجماع من قبل الدول الأعضاء في المجلس الأوروبي.

وتتضمن العقوبات حظر دخول أراضي الاتحاد الأوروبي أو عبورها وتجميد الأصول التي يتم توفيرها للشعب الليبي واستخدامها لمصلحته.

تفاصيل القرار 

محكمة الاتحاد الأوروبي، ومقرها في لوكسمبورغ، أوضحت في حكمها أن مقدمة الطلب لم تعد مقيمة في ليبيا منذ سنوات وأن ملفها لا يظهر أي مشاركة في الحياة السياسية الليبية.

في السياق نفسه، قال متحدث باسم الخارجية الأوروبية لوكالة "فرانس برس" إن "المجلس سيحلل بعناية قرار المحكمة بإلغاء قرارات إبقاء السيدة القذافي على قائمة الإجراءات المقيِّدة المطبقة على ليبيا وسيقرر كيفية المضي قدماً".

كما أضاف أن "الإدراج يظل ساري المفعول على الأقل حتى انتهاء فترة الاستئناف المحتملة للمجلس، ومدتها شهران".

عائشة فقط دون إخوتها

وُضعت عائشة القذافي على القائمة السوداء التي أعدها الاتحاد الأوروبي في شباط/فبراير 2011 وتم الاحتفاظ باسمها خلال مراجعات هذه القائمة التي أجريت في العامين 2017 و2020.

بينما يشرح إشعار المجلس الأوروبي أنه يتم الإبقاء على هذه القائمة أو تضاف إليها أسماء الأشخاص والكيانات التي "تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في البلاد، وتمنع استكمال الانتقال السياسي في ليبيا والمسؤولة عن انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان".

فيما ما زال اسم معمر القذافي الذي أطيح به وقتل في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2011 مدرجاً على هذه القائمة وكذلك أبناؤه خميس ومعتصم وسيف العرب الذين قُتلوا أثناء الثورة.

من جهتها، أكدت المحكمة في حكمها أن عائشة القذافي، وهي محامية في الرابعة والأربعين من العمر تقيم في سلطنة عُمان التي سمحت لها سلطاتها بالإقامة فيها شرط التزامها عدم ممارسة أي نشاط سياسي.

كما قالت المحكمة الأوروبية التي أمرت بإلغاء قراري 2017 و2020 بإبقاء اسم عائشة على قائمة العقوبات، "إن المجلس لا يوضح الأسباب التي جعلته يعتبر في عامي 2017 و2020 أنها تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة".

 من ضيافة بوتفليقة إلى قصر في عُمان. من هي عائشة؟

"العين بالعين والسن بالسن"، تلك هي العبارة التي توعدت فيها عائشة القذافي السلطات السويسرية، في يوليو/تموز سنة 2008، في جنيف، وهي كلمات لا تزال في ذاكرة الجميع.

في ذلك اليوم، كانت الابنة الحقيقية الوحيدة للديكتاتور قد أعلنت غضب عائلتها بعد أن أمضى هانيبال، شقيقها الصغير المشاغب، ليلتين في زنزانة مؤقتة لسوء معاملة الخدم.

المحامية الدولية التي توصف بكلوديا شيفر الرملية، بسبب صبغة شعرها الأشقر، والتي تبلغ من العمر الآن 42 سنة، هربت إلى الجزائر، برفقة والدتها وهانيبال وأخيها غير الشقيق محمد.

بعد أن أنجبت فتاةً في الطريق إلى الجزائر أصبحت مرشحة الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة، مع مَن رافقها في مقر إقامة رسمي على شرف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

لكن سرعان ما عاودت المرأة الصريحة جداً طبعها السيئ، حسب وصف الصحيفة السويسرية.

فقد تسببت عائشة القذافي، في إضرام حريق التهم أحد مقرات الإقامة الرسمية التابعة لمؤسسة رئاسة الجمهورية الجزائرية بمدينة جانت في أقصى الجنوب الشرقي في عام 2013.

ونقل تقرير لموقع قناة العربية السعودية عن صحيفة "النهار الجديد" الجزائرية، أن عائشة القذافي عانت في ذلك الوقت من نوبات عصبية مستمرة، دفعتها في كثير من المرات إلى تخريب وتحطيم أثاث الإقامة الرسمية التي تتواجد بها، غير أن أكثر لحظاتها عدوانية كانت عندما قامت بإضرام حريق في الإقامة الرئاسية، والذي طال معظم غرف الإقامة، خصوصاً غرفة الضيافة.

كما سبق أن طالبت عائشة بالثأر للشهداء، والموت لحلف شمال الأطلسي ونيكولا ساركوزي، الذي قدمت ضده شكوى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وبعد أن تمكنت من إقناع محكمة العدل الأوروبية برفع حظر السفر عنها في سنة 2016، تمضي عائشة الآن أياماً سعيدة في مسقط، في قصر بسلطنة عمان، حيث حصلت على اللجوء السياسي هناك، برفقة عدد من أفراد عائلتها، حسب الصحيفة السويسرية.

تحميل المزيد