كشفت صحيفة "The Wall Street Journal" الأمريكية الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021، أن إدارة الرئيس جو بايدن قدمت مقترحاً يضم رزمة جديدة من تخفيف العقوبات عن إيران، خصوصاً في ملفات مهمة كالنفط والتمويل، وذلك فيما قالت إنها محاولة لدفع محادثات فيينا وتضييق هوة الخلافات في المفاوضات الجارية هناك.
وعلى الرغم من التقدم المعلن في محادثات فيينا بين إيران والدول الكبرى، فقد حذر دبلوماسيون كبار من أن أسابيع من المفاوضات الصعبة بشأن الاتفاق النووي لعام 2015 ما زالت تنتظر وأن التقدم لا يزال هشاً.
النفط والتمويل
وقال شخصان مطلعان على الأمر للصحيفة إن الولايات المتحدة منفتحة على رفع العقوبات عن البنك المركزي الإيراني وشركات النفط والناقلات الوطنية الإيرانية والعديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية بما في ذلك الصلب والألومنيوم وغيرها.
وقال مسؤول أوروبي كبير إن واشنطن أشارت أيضاً إلى تخفيف محتمل للعقوبات على قطاعات تشمل المنسوجات والسيارات والشحن والتأمين، وجميع الصناعات التي من المقرر أن تستفيد منها إيران في اتفاقية 2015.
بحسب الصحيفة، فإن رفع العقوبات ضد بعض كيانات الدولة والقطاعات الحيوية للاقتصاد سيكون بمثابة منشط كبير للاقتصاد المعطل ويمثل حصة كبيرة من دخل البلاد.
وقد حدد المسؤولون الأمريكيون في فيينا أنواع تخفيف العقوبات التي يتم النظر فيها، على الرغم من عدم تقديم اقتراح مفصل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وتعقد المحادثات في فيينا بسبب رفض إيران الاجتماع مباشرة مع الولايات المتحدة.
الحرس الثوري والنشاطات العسكرية
بحسب الصحيفة، يختلف الطرفان حول طلب إيران بأن ترفع الولايات المتحدة تصنيفها لقوة النخبة العسكرية الإيرانية، الحرس الثوري "كمنظمة إرهابية أجنبية".
حيث قال أشخاص مطلعون على الأمر إن الولايات المتحدة لا تفكر حالياً في رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني.
وقال مسؤولون إنه من المرجح أيضاً أن يكون موضع خلاف إدراج الولايات المتحدة مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في قائمة الإرهاب.
كما قال المسؤولون أيضاً إنهم يحتفظون بالحق في الاحتفاظ ببعض الإجراءات ضد دعم طهران للجماعات المتشددة، وكذلك ضد برنامجها للصواريخ الباليستية.
تصريحات أوروبية
كانت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران قد قالت اليوم الأربعاء إنها لمست تقدماً في أول جولتين من المفاوضات لإحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015 لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها.
وتجتمع إيران والقوى العالمية، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، في فيينا منذ أوائل أبريل/نيسان لتحديد الخطوات التي ينبغي اتخاذها فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية من جانب وانتهاكات طهران للقيود على قدراتها النووية من جانب آخر.
ويوجد وفد أمريكي في موقع منفصل في فيينا، مما يمكّن القوى من التنقل بين الجانبين.
وقال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا للصحفيين "نرحب بالمناقشات البناءة التي جرت في فيينا وبالمشاركة الإيجابية من جميع الأطراف حتى الآن… أحرزنا بعض التقدم لكن لا يزال الطريق طويلاً".
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على كبح أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية وعقوبات أخرى.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تولت السلطة في يناير/كانون الثاني وتسعى لمعاودة الانضمام إلى الاتفاق، إنها مستعدة لإلغاء "جميع العقوبات التي لا تتسق" مع الاتفاق، وإن لم توضح الإجراءات التي تعنيها.
فيما قالت المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران إنها لن تعود إلى التقيد الصارم باتفاق 2015 ما لم يتم رفع جميع العقوبات التي أعاد فرضها أو أضافها الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق في 2018.