المحادثات مع إيران تفجر “أزمة عميقة” بين أمريكا وإسرائيل.. axios: اتهامات متبادلة بانعدام الثقة وإخفاء معلومات

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/21 الساعة 18:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/21 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
بايدن إبان ما كان نائباً لأوباما، ونتنياهو في القدس المحتلة، أرشيفية/ رويترز

كشفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني، عن خلافات حادة وأزمة ثقة عميقة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإسرائيل، بعد أن تبادل الطرفان اتهامات بخصوص انعدام الثقة والتنسيق والشفافية في تعاملهما مع الملف الإيراني، وذلك وفق ما أكده موقع axios الأمريكي، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021.

حسب تقرير للموقع نفسه، فإن التوتر الكبير بين تل أبيب وواشنطن، تم الكشف عنه خلال المحادثات الاستراتيجية التي جمعت الطرفين مباشرة بعد حادث الهجوم على منشأة "نطنز" النووية، والتي تعتبر إسرائيل هي المتهمة الأولى في الوقوف خلفه.

اتهامات متبادلة

يقول التقرير، إنه مع دخول المحادثات النووية في فيينا مرحلة حاسمة، تتزايد الفجوات والشكوك حول إيران بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، كما أن هناك إحباطاً متزايداً من كلا الجانبين بشأن انعدام الثقة والتنسيق والشفافية.

فبين الجولتين الأولى والثانية من المحادثات النووية -التي تأمل الولايات المتحدة أن تؤدي إلى الوصول إلى اتفاق بشأنها، بينما تأمل إسرائيل أن تفشل- أدى عمل تخريبي إسرائيلي واضح إلى انفجار في منشأة نطنز النووية الإيرانية.

بعد يومين، التقى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كبار في جولة ثانية من المحادثات الاستراتيجية بشأن إيران.

الموقع الأمريكي كشف عما دار خلف الكواليس، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين مشاركين في المحادثات، حيث أثار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات مخاوف من أن الولايات المتحدة لم تبدِ اهتماماً كافياً بمواقف الحكومة الإسرائيلية تجاه إيران.

وفي الوقت الذي أثار الجانب الأمريكي مخاوفه من أن إسرائيل تشارك في عمليات عسكرية واستخباراتية ضد إيران دون إبلاغ واشنطن بالكامل، فإن الإسرائيليين شددوا على حقهم وواجبهم في الدفاع عن إسرائيل ضد إيران.

بينما ذكرت المصادر الإسرائيلية نفسها، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالعمليات الأخيرة، إذ قال مسؤول إسرائيلي: "لم تكن مفاجأة للأمريكيين".

إخفاء معلومات عن تل أبيب

إذ تزعم إسرائيل، وفق الموقع الأمريكي، أن إدارة بايدن لم تكن شفافة تماماً معهم بشأن المقترحات التي تطرحها في فيينا، على سبيل المثال بشأن العقوبات غير النووية التي قد تفكر الولايات المتحدة في رفعها.

في الجهة المقابلة، رفض مسؤول كبير في إدارة بايدن هذه المزاعم، مؤكداً أن كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يشاركون في مشاورات وثيقة بشكل مستمر. 

إذ قال المسؤول الأمريكي "ستواصل الولايات المتحدة وإسرائيل هذا الحوار الوثيق والصريح للمضي قدماً".

اجتماع حاسم في واشنطن

يقول الموقع، إن كبار المسؤولين في الأمن القومي الإسرائيلي سيتوجهون إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن إيران، من أبرز هؤلاء المسؤولين بن شبات ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ورئيس المخابرات العسكرية تامير هايمان ومدير الموساد يوسي كوهين.

كما سيعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً، يوم غد الخميس 22 أبريل/نيسان، مع هؤلاء المسؤولين وكذلك وزير الدفاع بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي لمناقشة السياسات التي ستعرض في واشنطن.

أحد كبار مساعدي نتنياهو، أخبر الموقع الأمريكي، أن حجم الفجوة مع الولايات المتحدة لن تتضح إلا بعد الاجتماعات المباشرة الأسبوع المقبل.

يقول المسؤول نفسه: "لا نعتقد أنها صفقة منتهية، وما دام لدينا فرصة لتقديم مساهمتنا، فسوف نجربها، على أمل أن تحدث فرقاً".

تقدم في المحادثات مع طهران

فلقد أعلنت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، الأربعاء، أنها لمست تقدماً في أول جولتين من المفاوضات لإحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015 لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها.

وسوف تتواصل المحادثات، التي تهدف إلى دفع الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى الامتثال للاتفاق، الأسبوع المقبل.

وتجتمع إيران والقوى العالمية، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، في فيينا منذ أوائل أبريل/نيسان لتحديد الخطوات التي ينبغي اتخاذها فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية من جانب وانتهاكات طهران للقيود على قدراتها النووية من جانب آخر.

إذ قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا للصحفيين "نرحب بالمناقشات البناءة التي جرت في فيينا وبالمشاركة الإيجابية من جميع الأطراف حتى الآن… أحرزنا بعض التقدم لكن لا يزال الطريق طويلاً".

بموجب الاتفاق، وافقت إيران على كبح أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية وعقوبات أخرى.

بينما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تولت السلطة في يناير/كانون الثاني وتسعى لمعاودة الانضمام إلى الاتفاق، أنها مستعدة لإلغاء "جميع العقوبات التي لا تتسق" مع الاتفاق، وإن لم توضح الإجراءات التي تعنيها.

تحميل المزيد