أعلن متحدث باسم الجيش في تشاد، الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، عن مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي خلال مواجهات مع متمردين على حكمه، وذلك عقب يوم فوزه بولاية رئاسية سادسة، لينتهي بذلك حكمه الذي بدأ قبل 30 عاماً.
الجيش التشادي قال في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن الرئيس "ديبي توفي خلال قتاله على الجبهات، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وكان المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية أمس الاثنين، إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل "الإرهابيين".
وقال متحدث باسم الجيش التشادي إنه "تم تعيين الجنرال محمد كاكا ابن الرئيس الراحل إدريس ديبي رئيساً مؤقتاً للبلاد"، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية، أنه تم حل البرلمان والحكومة على خلفية وفاة الرئيس، مشيرة إلى بدء خطوات لتشكيل مجلس عسكري برئاسة محمد إدريس ديبي، لمدة 18 شهراً.
حكم طويل للرئيس المقتول
استولى ديبي على السلطة في تمرُّد مسلح عام 1990، وهو أحد أكثر زعماء إفريقيا بقاء في السلطة، وحليف وثيق للقوى الغربية التي تقاتل الإسلاميين المتشددين في غرب ووسط إفريقيا.
واجه ديبي حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية، ويتعامل أيضاً مع استياء شعبي متزايد على إدارته للثروة النفطية وحملات قمع للمعارضين.
جبهة التغيير والوفاق المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا قامت بشق طريقها جنوباً بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبي.
المتحدث باسم الجيش التشادي، عظيم برمينداو أجونا، كان قد قال لوكالة رويترز إن قوات الجيش قتلت ما يربو على 300 مسلح، وأسرت 150 يوم السبت في إقليم كانم على بُعد نحو 300 كيلومتر من نجامينا، وأضاف أن خمسة جنود حكوميين قُتلوا وأصيب 36.
وعرض التلفزيون التشادي الرسمي يوم الأحد الفائت صوراً لمركبات محترقة ولعدد صغير من الجثث مغطاة بالرمال، وهتف حشد من الجنود بجوار ما قال التلفزيون الرسمي إنهم عشرات من المتمردين الأسرى الذين جلسوا وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم.
كانت الاضطرابات قد دقت أجراس الإنذار بين الدول الغربية التي تعتبر ديبي حليفاً في قتال الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما في ذلك بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد والجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في منطقة الساحل.
يُشار إلى أن ديبي، البالغ من العمر 68 عاماً، فاز بولاية رئاسية سادسة، وحصل على 79.3% من أصوات انتخابات 11 أبريل/نيسان 2021، بعدما قاطعها كبار قادة المعارضة احتجاجاً على جهوده لتمديد حكمه المستمر منذ 30 عاماً.
كانت إعادة انتخاب ديبي متوقعة بشكل واسع، فيما لم يقبل التشاديون بحماسة على الانتخابات، لأنه كان يواجه ستة مرشحين لا ثقل سياسياً لهم، إذ أن السلطة أزاحت عن السباق بموجب القانون أو العنف أو الترهيب الشخصيات البارزة القليلة في المعارضة المنقسمة جداً.
كان ديبي قد ركز في حملته الانتخابية خصوصاً على "السلام والأمن"، اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده، وكذلك في منطقة مضطربة، فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها، مساهم رئيسي في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحياناً نيجيريا.