أعلن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لـ"العدالة والتنمية" التركي، بولنت توران، أن الحزب سيقدم اليوم الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، مقترحاً لرئاسة البرلمان من أجل تشكيل "مجموعة صداقة" بين تركيا ومصر، وذلك في خطوة جديدة في إطار الجهود المبذولة من أجل تعزيز العلاقات بين أنقرة والقاهرة، والتي توترت في الفترة الأخيرة.
هذه الخطوة، تأتي أيضاً بعد أيام من تصريح صادر عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أشاد فيه بما وصفه بـ"حقبة جديدة" في العلاقات مع مصر، معلناً عن زيارة مرتقبة الشهر المقبل لوفد دبلوماسي إلى القاهرة.
وانطلاقاً من الموقف التركي الرافض للانقلابات باعتبارها خياراً غير ديمقراطي، عارضت أنقرة الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي، إلا أن خلافات استجدت بينهما خلال الفترة الأخيرة بسبب الحدود والموارد البحرية، فضلاً عن خلافات في ليبيا، حيث يدعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الصراع الدائر هناك.
قرار برلماني
في مؤتمر صحفي عقد في البرلمان التركي، الثلاثاء، أعرب توران عن اعتقاده بأن إنشاء مجموعة صداقة بين تركيا ومصر سيعود بالفائدة لكلا البلدين وعلاقاتهما.
كما أضاف: "سنقدم المقترح اليوم، وسنتابع الموضوع مع المديريات المعنية في رئاسة البرلمان".
توران، أشار في المناسبة نفسها إلى أنهم سيقدمون أيضاً مقترحاً من أجل تشكيل مجموعة صداقة بين تركيا وليبيا.
مرحلة جديدة تبدأ بين أنقرة والقاهرة
الخميس 15 أبريل/نيسان الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن بلاده سترسل وفداً بقيادة نائب وزير الخارجية إلى مصر، مطلع مايو/أيار، في إطار مساعٍ لإصلاح العلاقات المتوترة مع القاهرة.
أوغلو قال في مقابلة مع محطة "إن.تي.في" إن مصر وجهت الدعوة لوفد تركي لزيارتها في الأسبوع الأول من مايو/أيار لمناقشة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن اجتماعاً سيجمعه بوزير الخارجية المصري سامح شكري بعد تلك المحادثات.
يأتي هذا بعد أن أعلن أوغلو، الأربعاء، أن مرحلة جديدة تبدأ بين تركيا ومصر، مشيراً إلى احتمالية القيام بزيارات متبادلة في الفترة المقبلة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها تشاوش أوغلو للصحفيين، الأربعاء، تعليقاً على تفاصيل المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره المصري سامح شكري، إذ قال أوغلو إن "عهداً جديداً يبدأ في العلاقات مع مصر، وستحدث زيارات متبادلة، وسيكون هناك اجتماع مع مصر على مستوى نواب الوزراء والدبلوماسيين وسيتم تعيين سفير"، وأضاف أن موعد ذلك لم يتحدد بعد، و"يمكننا مناقشته في المرحلة المقبلة".
ويأتي هذا بعد أن أعلنت وزارة الخارجية التركية، الأسبوع الماضي، أن وزيري خارجيتي تركيا ومصر تحدثا هاتفياً، وذلك في أول اتصال مباشر بينهما منذ أن تواترت الأحاديث عن التقارب المحتمل بين البلدين.
حيث قالت الخارجية التركية: "تحدث وزيرنا السيد مولود تشاوش أوغلو، مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، بهدف تبادل التهاني بحلول شهر رمضان"، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل.
تقارب وشيك بين البلدين
كما يأتي هذا التوجه التركي في ظل تلميحات إلى تقارب وشيك بين أنقرة والقاهرة، بعد سنوات من الأزمة السياسية بين البلدين.
في هذا الصدد، سبق أن تقدَّم رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الجهود التي بذلها خلال رئاسة تركيا الدورية لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D-8)، في واقعة لم تحدث منذ الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، نيابة عن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، عبر اتصال مرئي خلال القمة العاشرة لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، وفق بيان مجلس الوزراء المصري.
ففي مستهل كلمته قال مدبولي: "أود أن أشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الجهود التي بذلتها بلاده خلال رئاستها لمنظمتنا، وأيضاً أود أن أهنئ رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش، شيخة حسينة واجد، على تولي بلادها رئاسة المنظمة، وأتمنى لبنغلاديش التوفيق والسداد خلال رئاستها للمنظمة".
جدير بالذكر أنه خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده ومصر "تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية".
الملف الليبي
فقد تجسد هذا التقارب بين البلدين، بشكل عملي في واحد من أبرز ملفات الخلاف بين القاهرة وأنقرة وهو الملف الليبي والصراع هناك، حيث كانت تركيا تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بينما كانت مصر تدعم خليفة حفتر زعيم ميليشيات شرق ليبيا، والآن أصبح واضحاً أن مصر وتركيا يدعمان المسار السياسي الحالي هناك.
وتكررت زيارات رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى القاهرة وأنقرة، في ظل دعم واضح من البلدين للمسار السياسي هناك وهو ما كان بعيداً عن التصور قبل أشهر قليلة.