دعا نجل آخر شاه (ملك) لإيران، المعارض المنفي رضا بهلوي، الإيرانيين لأول مرّة إلى التفكير في خيار عودة النظام الملكي ليحل محل النظام الحالي (الجمهورية الإسلامية)، رغم استبعاده احتمالية تقلده هذا المنصب، طبقاً لما أوردته شبكة Voice of America الأمريكية، يوم الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021.
جاء ذلك في تصريحات قالها بهلوي، المُقيم في ولاية ماريلاند الأمريكية، خلال مقابلة أجراها مع فضائية VOA Persian TV، جرى بثّها يوم الجمعة 16 أبريل/نيسان الجاري.
الملكية الوراثية
في مقابلته، قال بهلوي إنه إذا انطوى الحكم مستقبلاً على منصب ملكي إيراني، فيجب أن "ينتخب" الشعب هذا الحاكم. مضيفاً: "إنني أعارض بشدة الملكية الوراثية (…) إيران القرن الحادي والعشرين تختلف عن إيران التي كانت موجودة قبل مئة عام خلال نظامها الملكي الدستوري"، مهاجماً النظام الحاكم الذي وصفه بالقمعي المستبد، وداعياً لرحيله.
يشار إلى أن الجماعات المعارضة الإيرانية المنفية خارج البلاد لطالما انقسمت بشأن مستقبل البلاد. إذ يريد أنصار بهلوي إحياء الملكية بأن يتقلد ولي العهد المنفي منصب ملكي بإيران، بينما يدعو نشطاء آخرون إلى جمهورية جديدة تحل محل الجمهورية الإسلامية التي يقودها رجال الدين الشيعة، الذين أطاحوا بوالد رضا بهلوي خلال ما عُرف بالثورة الإسلامية 1979.
رفض لفكرة بقاء الملك المنتخب في منصبه مدى الحياة
كما بدا بهلوي معارضاً لفكرة بقاء الملك المنتخب في منصبه مدى الحياة، إذ قال إن "الالتزام بشيء طيلة الحياة قد يكون بمثابة مغالاة في التوقعات"، مشدداً على أنه لم يحاول "جاهداً جلب الحرية لإيران، لكي أرى قيوداً على حريتي في التعبير".
لكنه لم يستبعد صراحة ترشحه المحتمل للمنصب الملكي المنتخب، قائلاً إنه لا يتصور ذلك، مشيراً إلى أن ما وصفه بمهمته الوطنية والسياسية سينتهي عندما يذهب الشعب الإيراني للتصويت لاختيار نظام الحكم المستقبلي. فإن قيادة الأمّة ستنبثق من صفوف الشعب في إيران.
فيما يبدو أن بهلوي يستبعد خيار تقلد منصب ملكي تقتصر مسؤولياته على المراسم الاحتفالية وقراءة الخطب التي يكتبها له مسؤولون حكوميون، متابعاً: "من وجهة نظري، الدور الرمزي للملك ليس الدور الأكثر إفادة الذي يمكنني تقديمه للبلاد. فإنني لم أحاول جاهداً تحرير إيران كي أرى قيوداً على حريتي في التعبير"، وذلك في إشارة إلى تحكّم الحكومة المستقبلية في تصريحات الملك الصوري.
تخفيف حِدة الانقسامات
شبكة Voice of America الأمريكية رأت أن بهلوي ربما ساعد على تخفيف حِدة الانقسامات بين الحركات المتنافسة الداعية لعودة الملكية والمنادية بنظام جمهوري جديد في إيران خلال دعوات التغيير، فقد رحب أعضاء من كلا المعسكرين بتعليقات ولي العهد المنفي بشأن النظام المستقبلي للحكومة الإيرانية، والتي أدلى بها. ومع ذلك، قالوا إن تلك التصريحات قد أثارت تساؤلات بشأن أوجه اختلاف النموذج الملكي الانتخابي الذي يقترحه بهلوي عن النظام الجمهوري، والدور الذي يلعبه بهلوي في الدولة بعد الحكم الحالي.
فقد أشار داعم الملكية فؤاد باشايي، المقيم في الولايات المتحدة، وهو عضو في الحزب الدستوري الإيراني – الديمقراطي الليبرالي، للإصدار الفارسي من شبكة VOA الأمريكية، إلى أن المقابلة التي أجرتها الشبكة مع بهلوي كانت تبعث على الطمأنينة، لأن ولي العهد المنفي برأيه لا يريد القفز إلى السلطة، وإذا قُدر له تقلد منصب في نوع جديد من الملكية في البلاد، فإنه يريد موافقة الشعب من خلال الانتخابات.
من ناحية أخرى، نقل موقع IranWire الإخباري عن رضا كياني، أحد داعمي الملكية البارزين والعضو في مؤسسة فرشكرد "إحياء إيران"، أنه أعرب عن حيرته بشأن إحجام بهلوي عن تولي مقاليد نظام ملكي دستوري محتمل، مشيراً إلى أن "اهتمام بهلوي بلعب دور نشط للشعب الإيراني أمر جيد، ولكن كيف يمكنك أن تلعب مثل هذا الدور في نظام ملكي دستوري دون أن تكون ملكاً؟".
أيضاً لاقت تصريحات بهلوي ترحيباً من مؤيدي النظام الجمهوري، مثل الناشط الإيراني مهدي فاتابور، المتحدث السابق باسم الجماعة اليسارية منظمة فدائيي الشعب، لا سيما فيما يتعلق برفض السلطة الدينية والتوريث، لكنه أشار إلى ما اعتبره تناقضاً بين اقتراح بهلوي نظاماً ملكياً جديداً لإيران وما قاله بشأن وجوب انتخاب ملك في المستقبل. خاصة أنه إذا كان يحاول جعل الملك يأتي بالانتخابات، فسيكون هذا النظام شكلاً من أشكال الجمهورية".
جدير بالذكر أن والد بهلوي، محمد رضا بهلوي (مؤسس الدولة البهلوية)، ورث منصب شاه إيران في عام 1941، بعدما تنازل جدّه لأبيه ولي العهد ومؤسس سلالة بهلوي، رضا شاه بهلوي، عن المنصب.