أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، الإثنين 19 أبريل/ نيسان 2021، أن التعزيزات العسكرية الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا هي أكبر مما كانت عليه عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، واصفاً هذا الانتشار بأنه "مقلق بشكل جدي".
وفي حين حدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الإثنين، عدد الجنود الروس المحتشدين عند الحدود مع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بأكثر من 100 ألف، إلا أن كيربي أحجم عن إعطاء رقم محدد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كيربي قال خلال مؤتمر صحفي: "إنها بالتأكيد أكبر تعزيزات عسكرية شهدناها منذ عام 2014 حين أدت إلى انتهاك السيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها"، معيداً التأكيد أنها "أكبر من تعزيزات عام 2014".
أضاف المسؤول الأمريكي: "لن أخوض في تحديد الأعداد أو تشكيلات القوات في ما يخص التعزيزات الروسية"، مشيراً إلى أن بلاده تواصل متابعة التعزيزات العسكرية الروسية، قائلاً: "وهي كما كانت في السابق مثار قلق جدي بالنسبة لنا".
كذلك اعتبر كيربي أن التعزيزات الروسية "لا تساعد على حفظ الأمن والاستقرار على طول الحدود مع أوكرانيا، وحتماً ليس في القرم المحتلة"، وأضاف: "سمعنا الروس بالتأكيد يعلنون أن هذا كله يتعلق بالتدريب"، مشيراً إلى أنه "ليس من الواضح لنا تماماً أن هذا هو الهدف بالضبط".
وتجددت المواجهات خلال الأيام الأخيرة بين انفصاليين مؤيدين للروس في شرق أوكرانيا، وبين الجيش الأوكراني، الذي أعلن أمس الإثنين عن مقتل جندي من قواته وإصابة آخر خلال قتال مع الانفصاليين.
تخشى أوكرانيا أن يكون الكرملين، الذي يعد الداعم العسكري والسياسي للانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة الدونباس الشرقية، يبحث عن ذريعة لشن هجوم، في حين قالت موسكو إنها "لا تهدد أحداً"، لكنها نددت بما تصفه بـ"الاستفزازات" الأوكرانية.
من جانبه، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد طلب، الأسبوع الفائت، من أوروبا دعماً أكبر لبلاده في مواجهة روسيا، بما في ذلك السماح لها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي.
تبع ذلك دعوة من زعماء ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا بعد اجتماع لهم عبر الفيديو يوم الجمعة الفائت، لروسيا إلى سحب القوات الإضافية التي ظلت تنشرها على حدودها مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم المحتلة على مدى الأسابيع الماضية.
المستشارية في برلين قالت في بيان إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني زيلينكسي عبروا عن قلقهم المشترك إزاء هذه التعزيزات العسكرية، وأضاف البيان أن الزعماء الثلاثة "طالبوا بسحب التعزيزات للوصول إلى وقف التصعيد".
يُشار إلى أن القرم أصبحت جزءاً من روسيا بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد أُجري بشبه الجزيرة في مارس/آذار 2014، دون اكتراث بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان.